المنافس الرئيسي المرشح لحقيبة الخارجية في هذه المرحلة هو ستيفن منوتشين، فهو قريب جداً من ترامب من الناحية الشخصية، وقد شغل منصب وزير الخزانة لما يقرب من ثلاث سنوات.
.

يقول وزير الخارجية مايك بومبيو إنه لن يترشح لتولي منصب وزير الخارجية في العام القادم. أما المقربون له فيقولون إنه لم يتخذ قراراً نهائياً بعد، بيد أن هذا لم يمنع اندلاع منافسة بالكاد تكون خفية داخل الإدارة حول من يحل محله، كأكبر دبلوماسي في البلاد. وقد أشعل الرئيس دونالد ترامب هذه المنافسة من خلال أخذ رأي المشرعين والمسؤولين، فيما يفكر في خياراته.
و«بومبيو» لديه متسع من الوقت ليقرر ما إذا كان سيترشح قبل الموعد النهائي الرسمي لتقديم الطلب في شهر يونيو. وأخبرني العديد من المسؤولين والمشرعين «الجمهوريين» أن زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ «ميتش ماكونيل» (جمهوري –كنتاكي) يضغط عليه بشدة، لخوض انتخابات مجلس الشيوخ في ولاية كانساس، خشية أن يفوز «كريس كوباتش» وزير الخارجية السابق في كانساس، في الانتخابات التمهيدية، ثم يخسر في الانتخابات العامة لصالح مرشح ديمقراطي. كما يفكر بومبيو في الترشح للرئاسة عام 2024، حيث قال «ماكونيل» إن مجلس الشيوخ سيكون موقعاً مثالياً للقيام بذلك.
وفي الشهر الماضي، قال ترامب إن بومبيو جاء إليه وأخبره أنه يريد البقاء. لكن ترامب تحوط بالقول إنه إذا كان هناك أي خطر من احتمال خسارة الحزب «الجمهوري» لهذا المقعد، فقد يغير بومبيو رأيه، وأنه «سيحقق فوزاً ساحقاً لأن الجميع يحبونه في كانساس». وفي الوقت نفسه، فإن بومبيو نفسه يرسل إشارات مختلطة. فقد بدأ هذا الشهر في نشر مشاركات من حسابه الشخصي الجديد على «تويتر» مع وضع صورة للأراضي الزراعية في كانساس في لافتة مصورة.
كل هذا الغموض جعل العديد من المسؤولين يبدؤون بهدوء في وضع أنفسهم في منصب وزير الخارجية. وبدا ترامب، الذي لا يعرف كيف ستكون النتيجة، في طرح أسماء لمن يخلف بومبيو مع المشرعين والمسؤولين، وفقاً لما ذكره ثلاثة أشخاص تحدثوا معه مباشرة عن هذا الموضوع. وتزداد التوقعات سخونة في جميع أنحاء الإدارة.
والشخص الذي يشار إليه في أغلب الأحيان لخلافة بومبيو، هو مستشار الأمن القومي «روبرت أوبراين»، حيث أخبرني العديد من المسؤولين أن ترامب يحب أوبراين حقاً، وأنه أسند إليه مسؤوليات دبلوماسية متزايدة، منذ أن تولى منصبه في شهر سبتمبر. فقد مثّل براين في قمة رابطة دول جنوب شرق آسيا في تايلاند في أكتوبر. كما رافق نائب الرئيس بينس وبومبيو إلى تركيا للتفاوض بشأن وقف إطلاق النار في سوريا.
ومن ناحية أخرى، فإن بومبيو من أكثر المعجبين بأوبراين، الذي عمل معه كمبعوث رئاسي خاص لشؤون الرهائن، قبل أن ينتقل إلى البيت الأبيض. وأوبراين معروف بأنه تكنوقراط كفؤ يعمل بشكل جيد مع جميع الفصائل في الإدارة – وهو أمر نادر الحدوث.
والمنافس الآخر الرئيسي في هذه المرحلة هو وزير الخزانة ستيفن منوتشين. يعتقد بعض المسؤولين أن منوتشين يسعى للحصول على الوظيفة، والبعض يقولون إنه ببساطة في المنافسة، لكنه لا يضغط بشدة. ومنوتشين قريب جداً من ترامب من الناحية الشخصية، وقد شغل منصب وزير الخزانة لما يقرب من ثلاث سنوات.

لكن العديد من مسؤولي الأمن القومي يشعرون بالقلق من أن موقف منوتشين المتشدد تجاه الصين، وتركيزه على «وول ستريت»، من الممكن أن يقوض أهليته لقيادة الدبلوماسية الأميركية. وقد قام مؤخراً بتسليم ترامب تفاصيل المرحلة الأولى من صفقة الصين التجارية، لكنه كان يقاوم باستمرار استراتيجية الصين الأكثر تشدداً، التي يدعمها «بومبيو» و«بينس» و«أوبراين» ومعظم مسؤولي الإدارة.
وبالمثل، سيكون أمامه مشكلة تتعلق بتأكيد تعيينه، حيث إنه تم التأكيد عليه في وظيفته الحالية بهامش ضيق، 53 مقابل 47 صوتاً، وسط مخاوف بين أعضاء مجلس الشيوخ «الديمقراطيين» بشأن افتقاره بشكل عام إلى الخبرة. وأيضاً، على الرغم من أن «بومبيو» و«منوتشين» حليفان سياسيان، فإنهما يختلفان بشأن السياسة الخارجية. أما «أوبراين»، فسيمثل استمرارية، في حين أن «منوتشين» سيكون خروجاً صارخاً عن الوضع الراهن في الوزارة.

وسأل ترامب أيضاً الناس عن رأيهم في أن يصبح السفير الأميركي في ألمانيا «ريتشارد جرينيل» وزيراً للخارجية. لقد اشتكت الحكومة الألمانية من أسلوب جرينيل العدواني، بيد أن هذه في الواقع نقطة مقنعة لترامب. والتأكيد على تعيين جرينيل سيكون صعباً أيضاً، حيث إنه حصل على موافقة على تعيينه في المنصب الحالي بواقع 56 إلى 42 صوتاً. لقد كان أوبراين وجرينيل أصدقاء لسنوات عديدة. وكلاهما عمل مساعداً لمستشار الأمن القومي السابق جون بولتون.

وسيكون نائب وزير الخارجية «ستيفن بيجون»، الذي تم تعيينه مؤخراً، وزير الخارجية بالإنابة، على الأقل لفترة، حال رحيل بومبيو. واستناداً إلى توقيت تنحي بومبيو، ربما يكون الوقت متأخراً للغاية بالنسبة لترامب، للحصول على تأكيد تعيين شخص جديد، ما يجعل «بيجون«هو المسؤول عن وزارة الخارجية حتى إجراء الانتخابات. ويقال إن «بيجون» لا يسعى إلى المنصب بشكل مستمر، لكنه على قائمة ترامب.
*كاتب متخصص في السياسة الخارجية والأمن القومي.
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»