تواصل دولة الإمارات العربية المتحدة، ونتيجة توافر مقومات سياحية مميزة فيها، تحقيق الريادة على المستويين الإقليمي والدولي، وإثبات قدرتها على تحقيق معدلات متنامية في أعداد السياح ونوعية الفعاليات عاماً بعد عام، وخاصة أنها تعدّ من أهم المناطق الحيوية المتميزة عالمياً بطبيعتها ومرافقها الخلابة وخدماتها المتقدمة، فضلاً عن الأمن والاستقرار الذي تنعم به، الأمر الذي جعلها وجهة مفضلة لدى السياح العرب والأجانب، بحصولها على مراتب متقدمة في قائمة الوجهات الأكثر استقطاباً للسيّاح. وبمناسبة الاحتفال الضخم الذي شهدته إمارات الدولة كافة، وخاصة دبي، بمناسبة العام الجديد 2020، قال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، «احتفلت دبي الثلاثاء مع العالم بقدوم عام 2020، احتفل أكثر من مليوني إنسان في شوارع دبي، وشاهد نحو مليار إنسان احتفالاتها أيضاً، شكراً لكل من أسهم في التنظيم، والتنقل، والحماية، والإعلام، وتوفير السلامة للجميع.. شكراً لفريق عمل دبي»، في إشادة لسموه بالتنظيم الذي أبهر العالم في احتفالات رأس السنة الميلادية.
إمارة أبوظبي شهدت هي كذلك احتفالات ضخمة ومميزة بهذه المناسبة، وشهدت توافداً للزائرين والسائحين بشكل لافت للنظر خلال الفترة الأخيرة، حيث شمل جدول فعالياتها بالاحتفال بالعام الجديد مجموعة من المواقع والأنشطة التي مكّنت الجميع من الاستمتاع بمشاهدة عروض الألعاب النارية الباهرة، لتواصل بذلك ترسيخ مكانتها وجهة سياحية مثالية، تتوافد إليها أعداد غفيرة من السياح من شتى أنحاء العالم، إذ شهدت فنادقها ومراكز التسوق والمقاهي والمطاعم تدفق أعداد كبيرة من الزائرين والسياح للاحتفال برأس السنة، الأمر الذي يعدّ بمثابة بداية انطلاقة انتعاش سياحي وفندقي جديدة ومواصلة معدلات الإشغال الارتفاع خلال عام 2020، وخاصة مع مواصلة الإمارة إطلاق مبادراتها الخاصة بتنشيط وتعزيز القطاع السياحي عبر اعتماد العديد من الحوافز والمزايا.
إن دخول دولة الإمارات عموماً، وإمارتي أبوظبي ودبي تحديداً، مرحلة جديدة من الانتعاش السياحي، بات أمراً محتوماً، بوصفهما مقصداً للزوار والسياح من مختلف بلدان العالم، بعد أن تم تكثيف الحملات الترويجية وتقديم التسهيلات والحوافز ذات العلاقة، التي جعلتهما مقصداً سياحياً واستثمارياً مهماً وبارزاً على المستوى الدولي، فالإقبال الكبير على أبوظبي يتزايد بفعل تنامي حجم ونوعية العروض الترويجية والبرامج السياحية، لاسيما في ظل المكانة التي تتمتع بها بين أفضل الوجهات السياحية، نتيجة تزايد معدلات النمو الاقتصادي فيها، ونتيجة سياسات التنمية السياحية الشاملة الإيجابية، التي تسعى إلى تحقيق الأهداف المنشودة الواردة في خطة أبوظبي 2030. أما إمارة دبي، فإن الانتعاش السياحي الذي أحرزته في العام الماضي، والمتوقع إحرازه في العام الجاري، فقد جاء انطلاقاً مما تم اعتماده من خطط وبرامج حفّزت القطاع السياحي وزادت من الاستثمارات السياحية فيها، وخصوصاً مع قرب انطلاق «إكسبو 2020 دبي».
لقد أسهمت عوامل عدة في تحويل دولة الإمارات بسرعة كبيرة إلى واحدة من الوجهات السياحية الأكثر شعبية في العالم، الأمر الذي ينسجم مع ما توقعه المجلس الوطني الاتحادي في فبراير الماضي من أن يسهم قطاع السياحة بأكثر من 11% من إجمالي دخل الدولة خلال السنوات الـ10 المقبلة، وأن تظل الدولة بين الوجهات السياحية الأكثر جاذبية للسياح في الأسواق العالمية، وخاصة أنها جاءت في المركز الـ29 بين أكثر دول العالم تحقيقاً للإيرادات السياحية، وفي المركز الـ21 من حيث أكثر الدول إنفاقاً على السياحة في العالم، وهو ما جعل الحركة السياحية في الدولة تشهد نشاطاً غير مسبوق في العام الماضي، ويبشر بموسم سياحي مميز في العام الجاري، ليأتي ذلك كله انعكاساً طبيعياً لتطور المنتجات والمرافق السياحية التي تلبي رغبات مختلف الشرائح السياحية، ونمو السياحة العائلية وسياحة المغامرات والمؤتمرات والأعمال، والسياحة العلاجية والترفيهية، وغيرها من الأنماط السياحية.
عن نشرة «أخبار الساعة» الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية