أظهر استطلاع لرأي المشاركين في المؤتمرات الانتخابية «الديمقراطية» في نيفادا أن السيناتور بيرني ساندرز متقدم في استطلاعات الرأي بحصوله على 25%، يليه نائب الرئيس السابق جو بايدن بنسبة 18%، بعده السيناتور اليزابيث وارين بحصولها على 13%، ثم رجل الأعمال توم ستيير بحصوله على 11%، ثم بيت بوتيجيج رئيس بلدية ساوث بند السابق بولاية انديانا والسناتور آمي كلوبتشار من ولاية مينيسوتا بنسبة 10% لكل منهما. لكن استطلاع الرأي الذي أجري بين يومي 11 و13 فبراير الجاري، لا يعكس بشكل كامل رد فعل الناخبين على نتائج انتخابات نيوهامبشير، وهامش الخطأ بها يبلغ 4.8%.
ومؤتمرات أيوا وانتخابات نيوهامبشير التمهيدية يجب أن تغذي توقعاتنا بشأن نيفادا. لكن أولا، لا تندهشوا إذا كانت هناك مشكلات في عملية نيفادا التي دخلت عملية التصويت المبكرة لأول مرة. فقد ألغى مسؤولو الحزب برنامج تصويت مشابهاً لذلك المستخدم في أيوا وهرعوا إلى التقدم ببديل وتدريب متطوعين. فما عساه الخطأ الذي وقع؟ لقد تم تدريب المتطوعين على برنامج لم يعد مستخدماً الآن. وعموماً يمكننا أن نتوقع تأخراً في النتائج أو ارتباكاً في إخراجها.
والدرس الثاني هو أن استطلاعات الرأي ربما تكون قيمتها محدودة. فكما أظهرت استطلاعات الرأي المبكرة، فإن مناظرة قبل بضعة أيام من الإدلاء بالأصوات يمكن أن تغير بشكل كبير النتيجة. فأداء كلوبتشار البارز في مناظرة يوم الجمعة قبل التصويت التمهيدي في نيوهامبشر يوم الثلاثاء ساعد على حلولها في المرتبة الثالثة.
ثالثاً: وجود مؤتمر انتخابي تصحبه عملية إعادة ترتيب صفوف يضيف درجةً كبيرة من عدم اليقين. وفي أيوا ونيوهامبشير، تفوق أداء بوتيجيج وكلوبتشار في الأصوات الانتخابية على نتائج استطلاعات الرأي. وأشارت متوسطات موقع «ريال كلير بوليتكس» إلى أن متوسط التأييد لبوتيجيج كان يبلغ 16.8% في أيوا لكنه انتهى بالحصول على 21.3% وكانت نتيجة كلوبتشار في استطلاعات الرأي 9.7% لكنها حصلت على 12.7% من الأصوات. وفي نيوهامبشير أدى بوتيجيج أفضل من نتائج استطلاعات الرأي التي كانت 21.3 بينما حصل على 24.4% وفي حالة كلوبتشار، وحصلت سيناتور مينيسوتا على 11.7% في استطلاعات الرأي وعلى 19.8% من الأصوات. وحصل ساندرز على أصوات أقل بنسبة 3% عن متوسط النسب المتوقعة لاستطلاعات الرأي في نيوهامبشير.
والظاهر أن بوتيجيج قد يحقق نتائج أفضل مما تشير إليه استطلاعات الرأي. وبالمثل فالزخم الذي تتمتع به كلوبتشار قد لا يتجلى بشكل كامل في استطلاعات الرأي. وإعلان وسائل الإعلام الوفاة السياسية السابقة لأوانها لبعض المرشحين ويقينها المفرط بشأن صمود مرشحين ربما لا يعني شيئاً. وهناك ناخبون يتخذون قرارهم متأخراً وهم حريصون على الإدلاء بصوتهم وقد يصوتون لشخص ما لا يريدونه، لأن شخصاً آخر يريدونه استبعد الخبراء نجاحه. وربما يُحدث هؤلاء فارقاً، إن لم يكن في أول عملية ترتيب فسيكون في العملية الثانية. وباختصار، لأن الخبراء يعرفون أقل بكثير مما يعتقدون، فربما يجب على الناخبين التصويت لمن يريدونه ببساطة.


*كاتبة أميركية
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»