يحظى البحث العلمي بكل رعاية واهتمام من قبل القيادة الرشيدة لدولة الإمارات العربية المتحدة، التي تدرك دوره الحيوي في عملية إنتاج المعرفة، ومن هذا المنطلق حظي مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية بدعم غير محدود من قبل مؤسس الدولة المغفور له، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، حفظه الله.
وبقيادة ملهمة ممثلة في مديره العام سعادة الأستاذ الدكتور جمال سند السويدي وفريق عمل متميز، يضم خبرات متنوعة من دول العالم كافة، استطاع مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، الذي حلت ذكرى تأسيسه السادسة والعشرون يوم السبت الماضي، الموافق 14 مارس الجاري، أن يرسخ مكانته كمنارة بحثية وعلمية يشار إليها بالبنان ليس فقط على الصعيد العربي، بل على الصعيدين الإقليمي والدولي.
والحاصل أن ما حققه المركز من إنجازات هائلة، إنما يعود إلى استراتيجية محكمة عمل المركز عليها منذ اليوم الأول لتأسيسه، وتتمثل أبرز ركائز هذه الاستراتيجية في الجدية والموضوعية والدقة التامة، واتباع معايير علمية رصينة فيما يتعلق بالمعلومة التي يوفرها المركز في جميع إصداراته والتركيز على عنصر الابتكار، وهو المبدأ العام الذي يسعى المركز في إطاره إلى إنتاج كل ما هو جديد ومختلف، والتوصل إلى أفكار مبتكَرة تساعده على تحقيق هدف جوهري، وهو استشراف المستقبل.
وفي ظل مسيرته الحافلة، حظيت قضايا حيوية باهتمام خاص لدى مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، ونشير هنا، على سبيل المثال لا الحصر، إلى جهود المركز في مجال مكافحة التطرف ودعم قيم الوسطية والاعتدال، حيث عقد المركز العديد من المحاضرات والندوات والمؤتمرات التي بحثت كيفية اجتثاث هذا التطرف من جذوره. كما أصدر المركز العديد من الكتب والدراسات من أجل الهدف نفسه، وهنا تجدر الإشارة إلى كتاب «السراب» لمؤلفه سعادة الأستاذ الدكتور جمال سند السويدي، الذي يعد من الكتب الموسوعية التي قدمت رؤى عميقة حول مواجهة الجماعات الدينية السياسية التي تعمل على توظيف الدين من أجل تحقيق مآرب خاصة.
وقد خصص المركز قسماً كبيراً من جهوده لدعم الموارد البشرية المواطنة، بما ينسجم مع اهتمام دولة الإمارات العربية المتحدة بتطوير مواردها البشرية من خلال توفير أفضل سبل التعليم والتدريب وأحدثها لأبنائها، حيث يقوم المركز بدور مهم في إعداد البرامج التدريبية المتطورة لصقل مهارات الكوادر البحثية المواطنة، خاصة فيما يرتبط بالعاملين منهم في مجال دعم القرار، وقد نجح المركز في تقديم برامج تدريبية معاصرة وعالية الجودة استفاد منها الكثيرون من المتدربين المواطنين من داخل المركز وخارجه، ما مثّل إضافة نوعية إلى خبراتهم.
ويكثف المركز خلال العام الحالي جهوده لتنفيذ خططه المرحلية والاستراتيجية، تزامناً مع الذكرى الخمسين لتأسيس دولة الإمارات العربية المتحدة، وذلك من خلال مضاعفة إنتاجه الفكري والعلمي من الكتب والمطبوعات والإصدارات اليومية والدورية في المجالات كافة. كذلك يعكف المركز على التوسع في نشاطاته البحثية في مجالات دعم عملية صنع القرار وخدمة المجتمع، بما يعزز من دوره في كل المجالات التي يعمل فيها.
يبدأ مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية عامه السابع والعشرين بمزيد من العزم والتصميم على مواصلة مسيرته الحافلة، لخدمة عملية التنمية الشاملة التي تشهدها دولة الإمارات العربية المتحدة، من خلال دعم عملية صنع القرار وخدمة المجتمع وإنتاج المزيد من الدراسات والبحوث الاستراتيجية التي تناقش القضايا ذات الأولوية على أجندة العمل الوطني. ويعاهد المركز قيادتنا الرشيدة التي وفرت له كل الدعم والرعاية على أن يظل عند حسن الظن به كمركز تفكير مرموق، يفخر به كل إماراتي وعربي.

 *عن نشرة «أخبار الساعة» الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.