«لماذا تعاملون قيادتكم بكل هذا الود والتقدير الذي يبدو أحياناً مبالغاً به؟ ولماذا كل هذا الحب والولاء لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان على وجه الخصوص؟».. سؤالان طرحهما عليّ أحد ضيوف الإمارات قبل فترة، واستسمحني أحد الشباب المرافقين لي بالإجابة، وكنت على يقين أنه قادر على إقناع السائل الذي فوجئ بكمٍّ من الأسئلة التي طرحها في معرض رده فقال له: هل تعرف بو خالد؟ هل تتابع أخباره وبرنامجه اليومي وانشغالاته التي تخطت حدود الوطن؟ هل عرفته عن قرب وتعرّفت إلى رؤيته في التعامل مع القضايا؟ وهل رصدت حجم انعكاسات قراراته الإنسانية على الشارع المحلي قبل الإقليمي والدولي وحجم التفاعل معها؟
واصل الشاب: أدعوك إلى زيارة كل مناطق الإمارات، بصحبتي إنْ شئت أو منفرداً، ولك أن تختار وبطريقة عشوائية أي شخص، إماراتياً كان أم مقيماً، وتسأله عن رأيه في ما يقدمه الشيخ محمد بن زايد، وستبهرك الإجابة بما تحمل من وعي بأهمية صنيع هذا الرجل، وبما يحمل من مشاعر صادقة ومحبة خالصة له. بالطبع لم يأتِ ذلك من فراغ، فأهل الإمارات يقدرون ويحترمون ولي عهد أبوظبي لنبله ولخلقه ولمحبته لأهله ووطنه، فثمة كيمياء خاصة تربطه بهم وتربطهم به، وهو الذي يؤكد ويرسخ على الدوام معنى أن يكون الاستثمار في البناء وفي الخير هو الأبقى والأهم في أي دولة كانت، فيما نشر الفوضى هو تخريب حقيقي للإنسان قبل الأوطان.
حماسة ذاك الشاب غمرتني سعادةً وتقديراً له، وهو الذي التزم بأدبيات الحديث، وصاغ كلماته القليلة بتكثيف رائع أعجب الضيف الذي قال إنه يعلم جيداً قيمة وقامة ولي عهد أبوظبي، وإن ما طرحه من أسئلة لم يكن بهدف التشكيك، فهو متابع لخطواته ومقدّر لما يقوم به، وأضاف: لم أحظ بشرف لقاء ولي عهد أبوظبي لكني أتابع تصريحاته، وأقتفي أثر منهجه في التعامل مع مختلف ملفات أزمات المنطقة، وبسؤاليّ أردت فهم مدى إدراك فلسفة سموه في إدارة الأمور من قبل المواطنين والشباب تحديداً. وهنا قلت له وأنا مبتسم: وكأنك بالصيغة التي حملها سؤالك كنت تقصد استفزاز الشاب، وأحمد الله أنني كنت مصغياً لما كان يدور بينكما، وإلا اعتُبِرت شهادتي مجروحة.
انتهى اللقاء، لكن صدى ما دار فيه من نقاش ظل عالقاً في ذهني، خاصة أن اسم صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد تصدر قبل أيام موقع تويتر، حيث هنأ الإماراتيون وغيرهم من جنسيات أخرى سموه بذكرى يوم ميلاده، معبرين عن حبهم لشخصه، وتقديرهم له وامتنانهم لكل ما يقدمه للدولة، ورافقت التهاني أجمل الكلمات التي عبروا من خلالها عن تمنياتهم له بالصحة والسعادة وبدوام العز وسداد الخُطى.
أنحّي عاطفتي جانباً ـ قدر الإمكان ـ وأنا أكتب عن سموه، لأكون موضوعياً فيما أكتب، ومع ذلك أجد الفارق كبيراً بينه وبين قادة آخرين، فهو حريص على أن تبقى الإمارات في صدارة المشهد مستمرة في مسيرة البناء والتطور ورعاية ما هو إنساني، ويصب في مصلحة الإمارات ورفاه شعبها وجودة حياتهم وسعادتهم.
اتقادٌ وانفتاح وعمل وجدية وصلابة وكرم أخلاق وطموح وأدب جم، تلك هي بعض صفاته، وأنا لا أبجلّ هنا، إنما أسرد القليل مما يتمتع به، ومن يعرفه عن كثب ومنذ طفولته يعي تماماً ما أشير إليه، وهي صفات أسهم والده، الراحل الشيخ زايد بن سلطان غفر الله له، في تكريسها في نفسه، لكل تلك الأسباب وغيرها يقدره ويحترمه ويحبه أبناء الإمارات على وجه الخصوص.
أي مواطن، ومن أي دولة كان، لا يريد من قائده أكثر من تحقيق مستوى لائق من العيش الكريم للشعب، ولا يريد إلا أن يكون -أينما ذهب -موضع احترام، وهو ما تحقق لأبناء الإمارات، فكيف بعد ذلك لا يحبونه بصدق؟
أليس كل واحد منا يريد أن يحيا بكرامة؟ ألا يحب كل شخص أن تكون بلده هي الأولى في كل شيء؟ ألا يشعر المرء بالفخر عندما تكون دولته رائدة في معظم القطاعات؟