«إن سلامة الناس على أرض الدولة هي أولوية قصوى بغض النظر عن أي اعتبارات أخرى، وهي أمانة نحن مساءلون عنها»، تلك هي مقولة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، والتي تُلخص رؤية سموه في مجال الأمن الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة وحرصه على ضمان سلامة المواطنين والمقيمين. وقد جاءت تلك المقولة في أعقاب انتشار فيروس كورونا «كوفيد- 19» على الصعيد العالمي، والتي تعمل الجهات المعنية في الدولة منذ ظهوره، وعلى مدار الساعة، لضمان عدم تأثر شعب الإمارات بأعراضه وتبعاته. ويأتي القطاع الصحي في مقدمة أولويات الأمن الوطني لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، إذ أثمر اهتمام ودعم سموه المستمر لهذا القطاع إلى تفوق الدولة على أكثر دول العالم تأثراً بالمرض على مستوى حجم إجراء الفحوصات، مقارنة بعدد السكان؛ إذ بلغت تلك الفحوصات قبل أسبوع 127000 فحص على المستوى الوطني، للتأكد من سلامة المفحوصين وخلوهم من أعراض الفيروس، وذلك يعني أن القطاع الصحي في الدولة قد قام بفحص 13020 فرداً من بين كل مليون نسمة. ونتيجة لتلك الإجراءات، فقد نالت حكومة الإمارات ثناء وتقدير منظمة الصحة العالمية التي وجهت الشكر لقيادة الدولة على دعمها المتواصل للجهود العالمية التي تهدف التصدي لفيروس كورونا واحتوائه ومعالجة المصابين به.
ويأتي الدواء والغذاء أيضاً في مقدمة أولويات الأمن الوطني لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، في ظل الجهود الجبارة التي تبذلها حكومة دولة الإمارات العربية المتحدة للتصدي لفيروس «كورونا» وما صاحب ذلك من جشع لبعض التجار والموردين الذين قاموا برفع أسعار بعض السلع الغذائية والأدوية، رغبةً منهم في الربح السريع، غير عابئين بسلامة وصحة المواطنين والمقيمين أو بالمصلحة الوطنية العليا. وفي هذا الإطار، قال صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، بأن «الدواء والغذاء خط أحمر ولا تشيلون هم أبداً‏« .
وقد جاءت تلك الكلمات لتوجه عدة رسائل في وقت واحد. الرسالة الأولى لشعب الدولة بشكل عام، بتأكيد حرص القيادة على توفير الدواء والغذاء لكافة أطياف المجتمع، ليس فقط أثناء أزمة التصدي لفيروس «كورونا»، بل بشكل مستمر. أما الرسالة الثانية فكانت بمثابة جرس إنذار لتلك الفئة الجشعة، التي استغلت أزمة «كورونا» وقامت برفع أسعار الغذاء والدواء، بأن الدولة تقف لهم بالمرصاد وبأن سلوكهم غير مقبول لمساسه بالأمن الوطني لشعب الإمارات وهو «خط أحمر» لدى صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان. أما الرسالة الثالثة من سموه، فكان الهدف منها إنذار مروجي الإشاعات المغرضة والتي انتشرت جراء أزمة فيروس «كورونا» واستهدف مروجوها نشر أخبار كاذبة عن سوق الدواء والغذاء في الدولة.
ونتيجة لتلك النظرة الشمولية لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة للأمن الوطني للدولة في ظل الأزمة الحالية، فإن المتوقع أن تقوم الجهات المعنية في الدولة، وعلى رأسها وزارة الاقتصاد، بمتابعة تنفيذ توجيهات سموه، والتأكد من توفر جميع السلع الضرورية بلا زيادة في الأسعار، حتى لا يتأثر المواطنون والمقيمين من ذوي الدخل المحدود وكبار السن وغيرهم والتأكيد على استمرارية وصول الغذاء والدواء للجميع بلا استثناء.
*باحث إماراتي