على «الجمهوريين» أن ينتبهوا، ففي الوقت الذي نحاول فيه تحقيق نتيجة إيجابية من خلال إلغاء واستبدال قانون «أوباماكير»، يزيد «الديمقراطيون» رسالتهم بشأن الرعاية الصحية حدة إلى حدتها. وفي سباقهم إلى اليسار، يُصعّد «الديمقراطيون» الدعوة إلى «نظام رعاية صحية شامل للجميع»، وفي حالة تقوض مصداقية «الجمهوريين» بشأن إلغاء واستبدال «أوباماكير»، فإن رسالة «الديمقراطيين» ستجد قبولاً كبيراً لدى كثير من الناخبين، الذين لا يدركون شيئاً سوى الارتباك الظاهر على الحزب الجمهوري. وكما يعلم الجميع، تهزم الشعاراتُ المقالات في عالم السياسة. وقد رفع «الديمقراطيون» شعار «رعاية صحية شاملة للجميع» الذي يتمتع بجاذبية كبيرة. وهو ليس مجرد «شعار»، فقد صوّت مجلس الشيوخ «الليبرالي» في ولاية كاليفورنيا على خطة تدعو لسن قانون بشأن نظام «الرعاية الصحية الشامل للجميع». وذكرت «نيويورك تايمز» أن بعض مرشحي الحزب المحتملين للانتخابات الرئاسية في 2020، ومنهم عضوا مجلس الشيوخ «كوري بوكر» من ولاية «نيوجيرسي» و«كامالا هاريس» من كاليفورنيا، مؤيدون «للرعاية الصحية الشاملة». ويبدو أنه سيكون هناك موقف مجمع عليه بين الديمقراطيين الذين سيترشحون في 2020 على تأييد نظام «الرعاية الشامل». فهل يوشك «الجمهوريون» أن يضطروا للدفاع عن «أوباماكير» كبديل وحيد لتحرك الديمقراطيين تجاه «الطب المؤمم»، حيث يسدد «دافعوا الضرائب» بطريقة عشوائية كافة تكاليف الرعاية الصحية للجميع؟ ظاهرياً، ستصعب هزيمة الدعوة إلى «رعاية صحية شاملة للجميع» في وجه رفع أقساط التأمين، والمخصصات الباهظة التي سيتم خصمها والتي لا يبدو أن الجمهوريين يفعلون شيئاً حيالها. فكثير من الناخبين سيتصورون أن الديمقراطيين يحاولون منحهم رعاية صحية «مجانية» وأن الجمهوريين يعارضون ذلك. وفيما يبدو «الديمقرطيون» متأهبون لتغليف سياراتهم الصديقة للبيئة بشعار «الرعاية الصحية للجميع»، لا أعرف حتى ما يقوله الشعار الجمهوري. وإذا أخفق الجمهوريون في الدفاع عن مشروعهم للرعاية الصحية، فسنضطر للدفاع عن بقايا «أوباماكير» كأفضل خيار في مواجهة «الطب المؤمم». إد روجرز كاتب ومحلل سياسي أميركي يُنشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفيس»