على مقياس من 1 إلى 10، كان تقييم الخطاب الأول عن «حالة الاتحاد» للرئيس دونالد ترامب هو 8.5. وندرك جميعاً أنه عندما تكون الظروف ملائمة وجهاز التلقين عن بعد يعمل بصورة مناسبة، فيمكن لترامب أن يبلي بلاء حسناً. لكن المهم هو ما إذا كانت كلماته تعني شيئاً حقيقياً، وهل ترتبط كلماته بطريقة حكمه؟ وهل يوجد أجهزة تصل بين تصريحاته وطريقة عمل إدارته؟ ولعل الجزء الأفضل في خطاب ترامب يوم الثلاثاء الماضي كان عندما أوضح أن «الأميركيين حالمون أيضاً». وأكد أن الولايات المتحدة تمر بمرحلة مفصلية، وأن الفرصة عظيمة والتوقعات مرتفعة. وقال ترامب: «لكل مواطن يتابع من منزله في هذه الليلة، ليس من المهم أين كنت أو من أين أتيت، فهذا هو وقتك». وقد أحسن قولاً، وقد كان محقاً بشكل خاص عندما لفت إلى أن تهديد العصابات لم يعد مسموحاً به. وأقول للديمقراطيين: حتى وإن كنتم تعتقدون خلاف ذلك، فإن ترامب مهتم كثيراً بإتاحة الفرصة للأميركيين، بغض النظر عن جنسهم أو لونهم أو مذهبهم، لكي يزدهروا. ويتطلب ذلك السماح بعمل المحرك الاقتصادي بطاقته القصوى، وبتطبيق القوانين. وربما أن الجزء الأسوأ في خطاب ترامب كان أنه بدا مصراً بلا داع على التصفيق، بل إنه صفّق لنفسه كثيراً، بطريقة أطالت خطابه الذي كان طويلاً جداً بالفعل. ومن حيث الأسلوب، ظل ترامب هو ترامب تماماً، فلم يكن خطيباً ملهماً، لكن رسالته وصلت بشكل جيد، وقد كانت القصص التي ذكرها ليسلط الضوء على سياساته وأولوياته مؤثرة حقيقة. وحتى «الديمقراطيون» الذين قلما حملوا أنفسهم على الوقوف لرئيس، لم يمكنهم مقاومة التصفيق في بعض الأحيان. لكن بدا «الديمقراطيون» عابسين بشكل خاص عندما تحدث الرئيس عن إلغاء التفويض الفردي لقانون «أوباماكير» للرعاية الصحية، والتأثير الإيجابي للإصلاح الضريبي والزخم الذي قدمته رئاسته للاقتصاد. ولم يستطع «الديمقراطيون» تحمل الاعتراف بتأثير «الجمهوريين»، وترامب بشكل خاص، في تحقيق النمو الاقتصادي. غير أن الأرقام تتحدث عن نفسها، وفي ظل ترامب، شهد اقتصاد أميركا نهوضاً لم يكن متصوراً في ظل الرئيس باراك أوباما. وربما لم تسمع الجماهير ذلك من وسائل الإعلام الليبرالية، لكن يبدو أن «الديمقراطيين» لم يكونوا أكثر انقساماً من انقساهم بعد خطاب ترامب عن حالة الاتحاد. فقد خطط «الديمقراطيون» لستة ردود منفصلة على خطاب الرئيس، هي: الرد الرسمي، والرد باللغة الإسبانية، ورد السيناتور بيرني ساندرز، والرد الاشتراكي، ورد النائب «ماكسين ووترز»، ورد المشاهير. وينم ذلك عن حزب لا يعرف رسالته. وطالما أننا نتحدث عن ذلك، فأتصور أن أغرب مشهد من جانب «الديمقراطيين» ليلة الثلاثاء، كان من «نانسي بيلوسي»، النائبة «الديمقراطية» عن ولاية كاليفورنيا، فقد كان صمتها مطبقاً! لكن على أية حال، دعونا لا نخدع أنفسنا بشأن تأثير خطاب ترامب، فعلى الصعيد المحلي، لا يبدو الرئيس قوياً جداً، فليست لديه سوى قدرة محدودة على التحكم في الكونجرس، والجميع يتصور أنه يتجه إلى خسارة كبيرة في انتخابات التجديد النصفي في نوفمبر المقبل. إد روجرز كاتب ومستشار سياسي أميركي يُنشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفيس»