تختتم دولة الإمارات العربية المتحدة بعد يومين فعاليات «شهر الإمارات للابتكار» إذ يعتبر الابتكار عنصراً فاعلا وأساسياً من المحاور الوطنية لرؤية الإمارات 2021 التي تندرج تحت عنوان «متحدون في المعرفة»، تحقيقا لمقولة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله»: «يجب التزود بالعلوم الحديثة والمعارف الواسعة والإقبال عليها بروح عالية ورغبة صادقة على طرق مجالات العمل كافة حتى تتمكن دولة الإمارات خلال الألفية الثالثة من تحقيق نقلة حضارية واسعة». ولذلك يأتي التركيز على العلم من أجل بلوغ أعلى درجات الابتكار بما يضمن تحويل الدولة لأفضل دول العالم بحلول اليوبيل الذهبي للاتحاد. وترمي سياسات الابتكار في الدولة إلى تحقيق أربعة أهداف رئيسية هي: تعزيز وسيلة مستدامة للاستثمار في الطاقات البشرية الإماراتية، وتحفيز النشاط الاقتصادي للدولة، بعيداً عن الاعتماد على النفط، وتعزيز القدرات التنافسية العالمية، وتحويل مفهوم الابتكار إلى عمل وثقافة مؤسسية فعّالة ودائمة في الحكومة. ولقد جاءت مقولة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي «رعاه الله» لتؤكد أهمية تلك الأهداف عندما قال: «الابتكار اليوم ليس خيارا بل ضرورة، وليس ثقافة عامة بل أسلوب عمل، والحكومات والشركات التي لا تجدد ولا تبتكر تفقد تنافسيتها وتحكم على نفسها بالتراجع». ولذلك وضعت حكومة الإمارات نصب عينيها نشر الوعي بأهمية الابتكار في مجتمع الدولة وترسيخ مفاهيمه من خلال العديد من المبادرات والبرامج والتي تأتي في إطار الاستراتيجية الوطنية للابتكار التي تم الإعلان عنها في عام 2014. وتتضمن الاستراتيجية أربعة مسارات متوازية ل 30 مبادرة وطنية تم تنفيذها خلال السنوات الثلاث الأولى للاستراتيجية كمرحلة أولى، وهذه المسارات هي: إرساء بيئة محفزة للابتكار، وتطوير الابتكار الحكومي، ودفع القطاع الخاص نحو مزيد من الابتكار، وبناء المواهب والقدرات الوطنية في مجال الابتكار. وتتوافق تلك المسارات بالكامل مع مقولة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الذي قال: «الكوادر البشرية المتفوقة علمياً قاطرة الإبداع والابتكار والطموح والتطور الحضاري والإنساني». فالكوادر الوطنية التي تمتلك المهارة والحماس والتفوق العلمي ستكون قادرة بإذن الله على تحقيق أهداف ومجالات الاستراتيجية الوطنية للابتكار وخاصة فيما يتعلق بمحاور نطاق الاستراتيجية وهي: تأسيس بيئة محفزة للابتكار، وتأهيل وإعداد المتخصصين في الابتكار، والتركيز على القطاعات الأولوية للابتكار. وتلك القطاعات هي: الطاقة المتجددة، النقل، التعليم، الصحة، المياه، التكنولوجيا، والفضاء. كما تتضمن الاستراتيجية الوطنية للابتكار 30 مبادرة وطنية، تشمل: مجموعة من التشريعات الجديدة، ودعم حاضنات الابتكار، وبناء القدرات الوطنية المتخصصة، وتدشين مجموعة محفزات للقطاع الخاص، وبناء الشراكات العالمية البحثية، وتغيير منظومة العمل الحكومي نحو مزيد من الابتكار. وقد تلا الإعلان عن الاستراتيجية الوطنية للابتكار، اعتماد السياسة العليا لدولة الإمارات في مجال العلوم والتكنولوجيا والابتكار، وتتضمن السياسة 100 مبادرة وطنية، وميزانية تزيد على 300 مليار درهم حتى العام 2021. كما تم تدشين متحف المستقبل القائم على أسس الابتكار و«صندوق الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم لتمويل الابتكار» ومركز محمد بن راشد للابتكار الحكومي والذي من أبرز إنجازاته إطلاق دبلوم الابتكار، ومختبر الابتكار الحكومي، وحوار الابتكار، والرئيس التنفيذي للابتكار وهو منصب جديد سيكون في كل جهة حكومية اتحادية. وتعتبر حكومة الإمارات الأولى في استحداث منصب الرئيس التنفيذي للابتكار. تعكس كافة تلك الجهود الوطنية رغبة صادقة من قيادة دولة الإمارات العربية المتحدة لوضع مواطنيها على قمة دول العالم في العديد من المجالات القائمة على «الابتكار» مما يجعله ليس فقط سياسة دولة بل منهج أمة.