عبدالله محمد الشيبة* «إن رصيد أي أمة متقدمة هو أبناؤها المتعلمون، وأن تقدم الشعوب والأمم إنما يقاس بمستوى التعليم وانتشاره»، تلك المقولة التي أطلقها المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان مؤسس دولة الإمارات العربية المتحدة، طيب الله ثراه، والتي أصبحت النبراس ومنهاج العمل والحياة لكافة مواطني الدولة منذ إنشائها عام 1971. ونحن نشهد الشهر الثالث من عام «زايد» نؤكد أيضاً أن دولة الإمارات قد بلغت في زمن قياسي ما لم تبلغه دول أخرى في عقود طويلة، ويعود ذلك بالتحديد إلى رصيدها من الثروة البشرية المتعلمة التي تحمل لواء التطوير والتقدم في مختلف المجالات. وليس أدل على ذلك من حصول الدولة لعدة سنوات على مراكز متقدمة بل والصدارة في أحيان عدة في العديد من المحاور والمؤشرات الفرعية العالمية في تقارير التنافسية العالمية. ومن أبرز تلك المحاور والمؤشرات، نسبة الملتحقين بالتعليم العالي من الخارج إلى الدولة، وقلة الفجوة بين الجنسين في الالتحاق بالتعليم الثانوي، ومشتريات الحكومة من التقنيات المتقدمة، وكفاءة الإنفاق الحكومي، وسهولة الحصول على الكهرباء، وكفاءة وفاعلية التسويق لجذب السياح، واستدامة وتنمية قطاع السياحة والسفر، وجودة البنية التحتية للسياحة، وكفاءة القرارات الحكومية واستخدام الشركات للبيانات الكبيرة والأدوات التحليلية والتحوّل الرقمي في الشركات والشراكات بين القطاعين العام والخاص وغيرها الكثير من المحاور والمؤشرات. ولم يكن لتلك الإنجازات أن تتحقق لولا القاعدة القوية للتعليم في الدولة، والتي أرساها المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وهو بذلك قد أكد أيضاً على صحة مقولته: «الثروة الحقيقية هي ثروة الرجال وليس المال والنفط، ولا فائدة في المال إذا لم يسخر لخدمة الشعب». ولقد تم بالفعل ترجمة تلك المقولة لأرض الواقع عندما أقرت الدولة عند إنشائها بأن التعليم حق لكل مواطن إماراتي، على أن تتكفل بالإنفاق عليه وتوفيره للمواطنين في كافة المدارس والمؤسسات التعليمية الحكومية. أضف إلى ذلك إصدار الحكومة القانون الاتحادي رقم 11 لعام 1972 بشأن إلزامية التعليم، الذي يُلزم أحد الوالدين أو الوصي القانوني بإرسال الأبناء إلى المدرسة. وتزامن ذلك مع إنشاء المدارس في قطاع التعليم العام إضافة إلى مؤسسات التعليم العالي وفي مقدمتها جامعة الإمارات العربية المتحدة وجامعة زايد وكليات التقنية العليا إضافة إلى العديد من الجامعات والكليات الأخرى في كافة إمارات الدولة والتي تفوق الـ 70 مؤسسة للتعليم العالي. وبذلك تحققت مقولة أخرى للمغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، عندما قال: «إن تعليم الناس وتثقيفهم في حد ذاته ثروة كبيرة نعتز بها فالعلم ثروة، ونحن نبني المستقبل على أساس علمي». فهو بالفعل كان أشد الناس في نشر التعليم بين كافة شرائح مجتمع دولة الإمارات بلا تفرقة بين المواطنين والوافدين أو بين الرجل والمرأة. ونجد الآن حصاد ما زرعه «زايد الخير» في التعليم من التميز والتفوق لأبناء الدولة، والذين يضربون أروع الأمثلة في العمل والتضحيات من أجل الحفاظ على راية الإمارات خفاقة ليس فقط على ظهر الأرض بل وعلى سطح كوكب المريخ، والذي سيتم استكشافه من خلال مسبار «الأمل»، الذي يتم بنائه بأيد إماراتية بالكامل بهدف ترسيخ ريادة الإمارات في قطاع الفضاء والصناعات المرتبطة به وبناء على قاعدة قوية للتعليم من أجل تحقيق مقولة أخرى خالدة للمغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وهي: «إن العلم والثقافة أساس تقدم الأمة وأساس الحضارة وحجر الأساس في بناء الأمم، أنه لولا التقدم العلمي، لما كانت هناك حضارات ولا صناعة متقدمة أو زراعة تفي بحاجة المواطنين». *باحث إماراتي