وصل التحقيق الذي تجريه الولايات المتحدة في التواطؤ الروسي إلى نقطة محورية. ويبدو أن المستشار الخاص روبرت مولر وفريقه من المحققين ليس لديهم أي هدف وأنهم مشتتون، و«الديمقراطيون» يعتمدون على شيء لا أساس له، والرئيس دونالد ترامب لا يجيب على أي أسئلة. ووفقاً للمعلومات التي تم نشرها حتى الآن، لم يتم العثور على أي تواطؤ من جانب روسيا - على الأقل من جانب حملة ترامب. وبعد القليل من لوائح الاتهام المتضاربة ضد «بول مانافورت» بسبب الجرائم التي وقعت قبل سنوات من حملة ترامب، إلى جانب صفقة للإقرار بالذنب لـ «ريك جيتس»، شريك مانافورت، وإقرارات بالذنب من جانب المتطوع في حملة ترامب «جورج بابادوبولوس» ومستشار الأمن القومي السابق «مايكل فلين» على تهم ارتكبوها بعد بدء التحقيق، يبدو أن مولر ليس لديه هدف واضح. إذن فما هي الخطوة القادمة لمولر؟ لست متأكداً من أنه يعرفها. فهو لديه فريق يتألف من 15 محامياً. فكيف سيبقيهم مشغولين دون أن يترك التحقيق يذهب خارج نطاق تفويضه؟ ومن جانبهم، يناضل «الديمقراطيون» من أجل استمرار نشر أخبار التحقيق. والطلب الحالي هو سن تشريع «لحماية مولر» من أن يتم فصله. وعدم وجود أي إشارة من جانب ترامب تفيد بأنه سيفصل مولر، علاوة على إنكار أن أي شيء من هذا القبيل هو موضع تفكير من قبل فريق ترامب القانوني، يجب أن يكون محبطاً لـ«الديمقراطيين»، لكنه لا يمنعهم من خلق نقطة حوار زائفة للإبقاء على القصة حية. وعلى النحو الواجب، يقوم حلفاؤهم في وسائل الإعلام بالتعبير عن «قلقهم» بينما يحاولون التفكير في زاوية جديدة. وربما، على نحو ما، كانوا يعتقدون أو يأملون في أن حلفاءهم في فريق مولر (الذي يتألف معظمه من الديمقراطيين) سيبدؤون في النظر إلى شركة «كامبريدج أناليتيكا» لتحليل البيانات وسوء استخدامها المحتمل لبيانات 50 مليون مستخدم لـ«فيسبوك»، أو الكشف الغريب عن ممارسات الشركة المزعومة، بما في ذلك استخدام النساء الأوكرانيات لإغواء السياسيين والإيقاع بهم في نهاية الأمر. ومع انهيار قصة التواطؤ برمتها وبدء «مولر» وفريقه في التفكير في موضوع جديد تماماً، أعتقد أن الهدف بالنسبة لـ«الديمقراطيين» هو أن يصبح «مولر» متورطاً مع -إذا جاز التعبير – «ستورمي دانييلز». وكما ذكرت من قبل، فإن قصة «ستورمي دانييلز» لا تزال مستمرة. وكان «بول كالان»، المحلل القضائي بشبكة «سي إن إن» هو من أشار إلى هذا الاقتراح. وذهب كالان إلى حد القول إن «تحقيق مولر يجب أن يركز على الانتهاكات المحتملة في قانون الانتخابات والتي تتعلق بتقديم رشوة قيمتها 130 ألف دولار لممثلة الأفلام الإباحية ستورمي دانييلز». وفي الوقت نفسه، فإن التقارير التي تفيد بأن ترامب قد اتصل باثنين من المحامين البارزين للانضمام إلى فريقه تضيف إلى حالة عدم اليقين في الوقت الحالي. لقد مررت بالكثير من الإجراءات القانونية، وعموماً، لا أحد يتوقف عن الرد على الأسئلة عندما تكون الأمور في سبيلها للانتهاء. لكن ترامب دائماً يفعل أشياء تجعله يبدو مذنباً. دعونا لا نتحدث عن «رسالة التهنئة» التي بعث بها للرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وفقاً للتقارير، فقد اتصل ترامب باثنين من أفضل المحامين الأميركيين: مدعي النيابة السابق «جوزيف ديجينوفا»، والنائب العام السابق «ثيودور أولسون». إنني أعرف كلا الرجلين وعملت معهما لعقود. ديجينوفا هو الشخص الذي تحتاج إليه عندما تكون في معركة باستخدام الأسلحة البيضاء، بينما تحتاج إلى أولسون عندما تكون في حاجة إلى اتزان علمي وأنيق يروق للآخرين. أعلم أن أولسون لن ينضم لفريق ترامب، لكن ديجينوفا على استعداد للقتال. إن الأمور على وشك أن تصبح أكثر إثارة للاهتمام. فإلى أين يقودنا هذا؟ هل يختفي «مولر»، ويكتفي بمطاردة بعض اللاعبين ويظهر غضبه للمتصيدين الروس الذين لن يحاكموا إطلاقاً؟ هل يمكن لـ«الديمقراطيين» الاستمرار في التركيز على قضية التواطؤ حتى وإن كانت لم تتحرك لشهور؟ هل يمتنع ترامب عن التعليق والنقد، أم أنه على وشك الهجوم؟ *محلل سياسي أميركي ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»