تضع القيادة الرشيدة في دولة الإمارات العربية المتحدة العمل على توفير مقومات العيش الكريم وضمان حياة أفضل لأبناء الوطن وأجيال المستقبل في مقدمة أولوياتها، ولأجل هذا تضع الخطط والاستراتيجيات التي تستهدف تعزيز رفاهيتهم وترسيخ شعورهم بالرضا العام والسعادة، وهذا ما عبّر عنه بوضوح صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، لدى افتتاح «منطقة 2071» في أبراج الإمارات بدبي أول من أمس، حيث أكد سموه أن «منطقة 2071، تشكل بوابة عبور إلى الغد ومنصة لتطبيق نموذج الإمارات لتصميم المستقبل تجسد أهداف مئوية الإمارات 2071 في أن تعيش أجيال المستقبل حياة أسعد في بيئة أفضل ومع فرص أكبر وتواصل أكثر تأثيراً مع العالم». إن أهمية «منطقة 2071» لا تكمن فقط في كونها منصة تفاعلية تجمع نخبة العقول الخلاقة، وتجسد الشراكة بين القطاعين الحكومي والخاص والمبتكرين لتطوير الحلول للتحديات الكبرى، بما يضمن للأجيال القادمة أفضل مستويات جودة الحياة، وإنما أيضاً لأنها تعكس اهتمام الإمارات بالاستثمار في صناعة المستقبل والعمل على استشراف آفاقه في مختلف المجالات من منطلق إدراكها لأهمية الاستعداد الجيد للمستقبل، وامتلاك أدواته المختلفة من أجل الاستفادة من الفرص المستقبلية في مجال التكنولوجيا المتاحة من ناحية، والتعامل مع أي تحديات محتملة من ناحية ثانية، حيث تستقطب المنطقة المؤسسات الكبرى والمتوسطة التي تمتلك مختبرات لتصميم وابتكار أدوات وحلول تكنولوجية للمستقبل، كما توفر المنطقة في الوقت ذاته إمكانات ومرافق هائلة ما يجعلها مظلة لجميع الجهود والمبادرات التي تستهدف الوصول للمستقبل، ومن ضمنها المسرّعات الحكومية ومسرعات دبي للمستقبل، وهي بذلك تسهم في تحقيق أهداف «مئوية الإمارات 2071»، بأن تكون دولة الإمارات من أفضل دول العالم، بحلول العام 2071، الذي يتزامن مع الذكرى المئة لتأسيسها. إن اهتمام الإمارات بالاستثمار في صناعة المستقبل يمثل أحد جوانب التفرد في تجربتها التنموية، وأحد الأسباب الرئيسية وراء ما حققته من نجاحات وإنجازات نوعية في مختلف مؤشرات التنمية في السنوات الماضية، لأنها حينما تخطط لخمسين سنة قادمة، فإنها تضع الأدوات والآليات التي تمكنها من تحقيق أهدافها المستقبلية، سواء فيما يتعلق بالاستثمار في التعليم العصري أو العمل على توطين التكنولوجيا المتقدمة أو الاهتمام بالقطاعات النوعية التي تمثل إضافة نوعية لاقتصاد المعرفة، كالطاقة المتجددة وصناعة الطائرات وصناعة الفضاء. وحينما تم إطلاق «مئوية الإمارات 2071»، العام الماضي، والتي تمتد لخمسة عقود، ويتم تنفيذها على خمس مراحل، كل منها عشر سنوات، وتراجع بشكل سنوي، وفقاً لمتغيرات المستقبل ونتائج الإنجاز، تم أيضاً اعتماد آليات تنفيذها بوضوح في ختام الاجتماعات السنوية لحكومة دولة الإمارات، بأبوظبي في سبتمبر الماضي، التي تضع خطوات عملية لتحقيق مستهدفات مئوية الإمارات بأعلى مستويات الكفاءة والفعالية. استثمار الإمارات في صناعة المستقبل، والعمل على امتلاك أدواته إنما يجسدان طموحها لتحقيق المركز الأول في المجالات كافة، فهي تريد أن تكون أفضل دولة، وأفضل حكومة في العالم، وبناء أفضل نظام تعليمي وأفضل اقتصاد، كما تسعى إلى تصدر المؤشرات الدولية في التنافسية والابتكار والتنمية البشرية والأمن والأمان والسعادة والرضا العام خلال السنوات الخمسين المقبلة، ولأجل هذا وضعت مجموعة من الاستراتيجيات المهمة لتحقيق هذه الأهداف، لعل أبرزها: «استراتيجية الإمارات للذكاء الاصطناعي»، التي تعتبر أول مشروع ضخم ضمن مئوية الإمارات 2071، والذي يستهدف الارتقاء بالأداء الحكومي وتسريع الإنجاز وخلق بيئات عمل مبدعة ومبتكرة ذات إنتاجية عالية، و«استراتيجية الإمارات للثورة الصناعية الرابعة» التي تهدف إلى تعزيز مكانة دولة الإمارات كمركز عالمي للثورة الصناعية الرابعة، والمساهمة في تحقيق اقتصاد وطني تنافسي قائم على المعرفة والابتكار والتطبيقات المستقبلية التي تدمج التقنيات المادية والرقمية والحيوية، و«الاستراتيجية الوطنية للتعليم العالي 2030» التي تهدف إلى إعداد جيل إماراتي يحمل راية المستقبل، يتمتع بأعلى المستويات العلمية، وغيرها العديد من الاستراتيجيات التي تكشف بوضوح أن طموح الإمارات نحو المركز الأول يرتكز على تخطيط استراتيجي بعيد المدى، وثقة بالنفس وإرادة قوية للنجاح والتفوق. عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية