عندما تقع حوادث عنصرية تتصدر عناوين الصحف، فإن أصدقائي وجيراني لا يمكنهم تفادي الحديث عنها، وربما نبدأ بمحاولة خوض حديث عادي، لكن ما نلبث أن نعود للحديث عن تلك الحوادث. وبالطبع في كل مرة تقع فيها حوادث عنصرية غريبة، مثل اتصال طالبة بالشرطة لأن زميلتها السوداء غفت في قاعة الدراسة، يزداد الغضب، ويبدو أن قائمة ما لا يمكن أن يفعله السود قبل طلب الشرطة تطول! وقال أحد جيراني: «أضحى الأمر يشبه عصر ما بعد إعادة الإعمار»، في إشارة إلى ردة الفعل العنيفة إزاء تقدم السود عقب الحرب الأهلية. ويالها من مقارنة شديدة الغرابة. وأشار صديق لي مؤخراً إلى أن منظمة «كيه كيه كيه اليمينية المتطرفة تستقطب أعضاء جدداً، ويبدو وكأنها شركة تبحث عن موظفين». ويعيش صديقي هذا في «كولونيال بيتش» بولاية فيرجينيا، حيث قضت المنظمة يوماً كاملاً الشهر الماضي توزّع منشورات. وقد شاهدت المنشور الذي وضعته صحيفة «ويستمورلاند» المحلية، على صفحتها الأولى، لتسليط الضوء على لغته العنصرية. وأوضح صديقي: «لم نعد نعيش في (واكاندا) بعد الآن». وكان فيلم «النمر الأسود»، الذي يتناول أرض العجائب الخارقة التي يعيش فيها السود والتي أطلق عليها اسم «واكاندا» قد صدر في فبراير الماضي، لكن الشعور بتمكين السود الذي تركه الفيلم قد تلاشى الآن، وها نحن عدنا إلى الواقع العنصري. وعندما سألت اثنين آخرين من جيراني، عن دوافع المنظمة المتطرفة، أجاب أحدهم قائلاً: «لقد عادوا مرة أخرى». فردّ الآخر مستنكراً: «عادوا؟.. إنهم لم يتوقفوا يوماً». وعلى رغم من ذلك، فإن بعض الشباب في دائرتنا هم جزء من جيل أوباما، فقد ارتادوا المدارس المختلطة، ولهم أصدقاء من البيض والسود على السواء. ويبدو أنهم أكثر تفاؤلاً واهتماماً بالبحث عن حلول لمشكلة العنصرية. ويسعى البعض إلى بناء ائتلافات بين الأجناس، وهو أمر منطقي. لكنني أخشى من أن شيئاً ما يحاك في الخفاء، فاتصال امرأة بالشرطة لأن اثنين من الشباب يجلسان في ستاربكس، أو لأن شابة غفت، هو أمر لم يكن أي منّا يتصور أنه سيحدث في 2018. كورتلاند ميلوي كاتب أميركي يُنشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفيس»