تتسابق دولة الإمارات العربية المتحدة مع الزمن في تحقيق مستهدفاتها كافة من الإنجازات والطموحات، التي توصلها إلى أن تكون الدولة الأفضل في العالم، التي تحقق الرفاه والسعادة لشعبها، وتضع لنفسها مكانة تتصدر فيها الأمم في جميع المؤشرات الدولية في التنافسية، استناداً إلى اقتصاد يقوم على المعرفة والابتكار والتكنولوجيا، وانطلاقاً من مبدأ التنوع والمرونة والانفتاح، وذلك انسجاماً مع الأهداف الطموحة للدولة. وجاءت تجربة المسرعات الحكومية في دولة الإمارات العربية المتحدة لتكون مثالاً يحتذى به في تعزيز التكامل والعمل المشترك بين مختلف القطاعات والمؤسسات، لتحويل الأهداف والرؤى إلى واقع ملموس، في وقت قياسي، حيث أكّد وزير شؤون مجلس الوزراء والمستقبل، محمد بن عبدالله القرقاوي، أن المسرعات الحكومية، التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، قد حققت في دفعتها الثالثة نتائج تخطت المستهدفات، الأمر الذي يشير إلى قدرة المؤسسات على الشراكة والعمل بتناغم لتنفيذ الأهداف الاستراتيجية طويلة المدى، ممثلة بمخرجات الاجتماعات السنوية للحكومة الهادفة إلى تحقيق محاور «مئوية الإمارات 2071». لقد استطاعت فرق المسرعات الحكومية إنجاز العديد من التحديات، أهمها: بناء أول منظومة متكاملة لدعم الشركات الناشئة والمبتكرة في دولة الإمارات، وتأسيس أول منصة إلكترونية للبيانات المكانية الموحدة للمخطط الشمولي للدولة، وتصميم نظام إداري موحد للفصل في الجنح البسيطة والدعاوى المدنية التي لا تتجاوز قيمة المطالبة فيها 100 ألف درهم في يوم عمل واحد، وإنشاء نظام ذكي وموحد للعنونة في الدولة، وتوظيف نحو 5741 مواطناً في مختلف القطاعات الاقتصادية، وعدد من المنجزات الوطنية. ولطالما أدركت القيادة الحكيمة في دولة الإمارات العربية المتحدة أن الدول الناجحة تقاس بقدرتها على تحقيق الإنجازات بسرعة، والمشاركة في صنع المستقبل الذي تطمح إلى تحقيقه، حيث كان صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رعاه الله، قد قال حين أطلق المسرعات الحكومية: «نطلق اليوم المسرعات الحكومية، الأولى من نوعها في العالم، مرحلة جديدة نعزز بها جهود الجهات الحكومية لتكون خلية عمل تحت مظلة واحدة في مكان واحد، تتبادل الرؤى وتتخذ قرارات مباشرة لمواجهة التحديات، وإيجاد الحلول المناسبة والسريعة، بما يحقق طموح الناس، ويؤسس للأجيال القادمة». لقد جاءت المسرعات الحكومية بهدف تسريع عملية التغيير، من خلال رفع كفاءة العمل الحكومي، وتعزيز الشراكة بين القطاعين العام والخاص، والتسريع في إنجاز الخدمات المقدمة للمجتمع وتحقيق الرفاهية والسعادة للناس، حيث أشارت نتائج الدفعة الثالثة من المسرعات الحكومية إلى إنجاز 11 تحدياً، قادتها سبع جهات على مدار 100 يوم، استطاعت خلالها تحقيق أهداف التحديات التي تم اختيارها من بين 120 مبادرة اعتمدتها الاجتماعات السنوية للحكومة أواخر سبتمبر الماضي، محققة نتائج متفوقة، شاركت فيها 19 جهة اتحادية، و51 جهة محلية، و3 مؤسسات أكاديمية، و100 مشاركة من مؤسسات القطاع الخاص. واستطاعت حكومة دولة الإمارات العربية المتحدة تطوير تجربة المسرعات الحكومية بشكل غير مسبوق، باعتبارها المحرك الأساسي في سباق المستقبل، الذي أثبتت من خلاله دولة الإمارات أنها تسير على نهج فعّال، سرّع من وتيرة العمل والإنجاز، وتم التركيز فيه على حشد الطاقات والجهود، رافقه، كما قال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رعاه الله، «تطوير للمبادرات والقوانين والسياسات والخدمات، وتدعيم المؤشرات الوطنية والبرامج، وتنفيذ المشاريع المشتركة بسرعة قياسية وكفاءة لنقل الخدمات الحكومية إلى مستويات متقدمة عالية، لنصل إلى عام 2021 وقد رسخنا مستقبلاً مستداماً يفوق كل التوقعات». إن دولة الإمارات العربية المتحدة تصرّ على أن تنجز أهدافها بأوقات قياسية، وبمسؤولية مشتركة للعديد من الجهات لإحداث التغيير، وتسريع تحقيق أهداف الأجندة الوطنية في مجالات رئيسية تتعلق بالمؤشرات الوطنية والسياسات والبرامج والمبادرات والخدمات الحكومية، وترسيخ مفهوم الابتكار الحكومي وثقافته، وتحقيق الريادة والتميز، وتنفيذ مشاريع بأساليب عمل مبتكرة تحقق نتائج سريعة ومستدامة. عن نشرة «أخبار الساعة» الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية