يقال إن وزير الخارجية القطري قام خلال 132 يوماً بنحو 42 رحلة خارج قطر، قطع خلالها 170,140 كيلومتراً، بمعدل 4 دورات حول الكرة الأرضية، وأمضى 220 ساعة طيران، بما يعادل 9 أيام طيران متواصل، زار خلالها 19 دولة، أكثرها أميركا وفرنسا وألمانيا وتركيا وسويسرا، والتقى 62 شخصيةً رفيعة المستوى، وحضر 93 اجتماعاً، وألقى 10 خطابات دولية. وجاءت إحصاءات رحلات الوزير القطري واجتماعاته وخطاباته في إحدى الشبكات الإعلامية القطرية، من باب تقدير الجهد الفارغ الذي يبذله لإنهاء أزمة بلاده. وبحسب الشبكة نفسها، كانت الرسالة التي يحملها الرجل، وهو يدور حول الكرة الأرضية، هي أن دولته راغبة في التفاوض مع جيرانها على أي مظالم مشروعة، لكنها لن تفرط في سيادتها الوطنية! وهذا التعب الذي لا طائل من ورائه لا يختلف عن النباح المتواصل في قناة «الجزيرة»، وإطلاق الأكاذيب، وتحوير الموضوعات، وتبني مواقف الدول والجماعات المعادية لدول الخليج العربي، ورفع الدعاوى الوهمية، واعتراض الطائرات المدنية.. كلها جهود غير مباركة لإنقاذ تنظيم «الحمدين»، تضاف إلى السعي غير المعلن ومن تحت الطاولة، من خلال محاولة رشوة بعض السياسيين الغربيين، وشراء ذمة وسائل الإعلام ومراكز الأبحاث، وتجنيد الخلايا الإلكترونية، وحياكة المؤامرات، وغيرها من الجهود والمحاولات التي هي التعريف المثالي لاصطلاح «الهباء المنثور». ولنفترض، والفرض غير الواقع، أن هذه الجهود أسفرت عن شيء ما، مثلاً تخفيف أو إنهاء المقاطعة، فكيف تتوقع الدوحة شكل العلاقات مع الدول المقاطعة في ظل التوصّل إلى إنهاء المقاطعة عبر جهود تعرف هي قبل الآخرين أنها لا تنطوي على أي حُسن نية، ولا على رغبة حقيقية في العودة إلى التوافق الخليجي ولو في حدّه الأدنى، وعلى ضوء عدم التوصّل إلى حل بشأن مطالب دول المقاطعة منها بالكفّ عن التدخل في الشؤون الداخلية لدول المقاطعة، ووقف دعم المتشددين والإرهابيين، والامتناع عن إيواء المطلوبين، والتوقف عن دعم السياسات الإيرانية في المنطقة؟! وهل فعلاً تعتقد الدوحة أن إنهاء المقاطعة عبر مسلك غير شريف فوق الطاولة وتحتها، ومع بقاء الاعتراضات الموجهة إليها، ستكون له أي قيمة؟! وهل فعلاً تعتقد الدوحة أن إنهاء المقاطعة بتلك الطريقة وبتلك الحيثيات سيعني شيئاً أكثر من عودة البعثات الدبلوماسية وفتح الأجواء أمام حركة الطيران من وإلى قطر؟! وهل الذي تريده الدوحة عودة سفير وتحليق طائرة أم إعادة مياه العلاقات الأخوية إلى مجاريها؟! تعرف الدوحة أن القضية لن تنتهي على يد أصحاب الطرابيش، ولا أهل العمائم، ولا حتى ذوي قبعات «الكاوبوي»، وبهذه النوعية من الجهود البائسة التي تبذلها لإنهاء المقاطعة، ومع عدم التوصّل إلى حل معها في الأسباب التي أدّت إلى مقاطعتها، فإنه سيان أن يلفّ وزيرها الكرة الأرضية أربع مرات أو أربعمائة مرة، إذ الحل على مسافة 490 كيلومتراً منها.. في الرياض. ‏?