هل ستخبو مظاهرات إيران هذه المرة كسابقتها؟ يبدو أن الشعب الإيراني على حافة بركان من الغضب، ويعاني العوز وانهيار العملة، والضائقة الاقتصادية التي جاءت نتيجة للحروب والجبهات المفتوحة في العراق وسوريا واليمن. استنزف النظام الإيراني قوة شعبه، ليعيش هوس السيطرة وجنون العظمة وبعث مجد الدولة الفارسية المزعوم. فالشعب الإيراني مسالم كريم بطبعه ومضياف، لكن حكومته زجت به في أتون حرائق لا دخل للإيرانيين بها. الحكومة جاءت لتسيطر على عواصم عربية، وتتجاهل شعب يعترف اليوم بأن حكومته أهملته وأفقرته، وجعلت منه ضحية لأهوائها وجنون رجالاتها، حتى إن هدأت غدا هذه المظاهرات إلا أن النار تنضرم تحت الرماد. والحقيقة أننا كخليجين لا نريد للشعوب أيا كانت أن يطالها أذى. والغريب أنه مع بداية المظاهرات كان أول تصريح لرئيس الحكومة الإيرانية أنه سيوجه صواريخه للسعودية رغبة منه في إشغال الرأي العام عن التفكير في الأوضاع الاقتصادية المتردية وكالعادة تسعى هذه الحكومة المارقة في البحث عن مخارج تهرب منها من مطالبات الشعب البسيطة وحقوقه لتوجيه الاهتمام إلى مكان آخر. ولكن هذه المرة الشعب تشبع من الأكاذيب، والجثامين تأتي بالعشرات كل يوم من سوريا، إنها أوضاع لا يستفيد منها سوى الملالي المتنفذين والمستفيدين من هذه النيران. النظام الإيراني تلطخت يده بدمار الأبرياء في كثير من الدول، ويواصل خديعة الناس بـ"جنة وهمية". ولعل أفضل ما قام به ترامب هو إلغاء الاتفاق النووي الذي جعل النظام الإيراني يزداد غروراً وهوساً بالسيطرة. هذا الإلغاء جاء في الوقت المناسب حتى يتوقف هذا النظام عن حدوه، خاصة بعد تدخله في اليمن ودعمه لـ"الحوثيين". حان الوقت ليتعلم النظام الإيراني الدرس، وأن يعرف أن إفقار شعبه واحتلال أراض غيره سيوصله إلى الهاوية الحتمية، وهو مطلب لكل الذين نكل بهم هذا النظام. الوقت قد حان ليرفض الإيرانيون سياسات حكومتهم التي أوصلتهم لهذا الانهيار الاقتصادي.