يقول المثل إن التاريخ لا يعيد نفسه لكن الأحداث تتشابه. وقد لمست واشنطن هذا الأسبوع قبح الحاضر في تغريدات غاضبة ومغرضة من البيت الأبيض، حيث أثار قرار الرئيس دونالد ترامب بالفصل القسري لأبناء المهاجرين عن آبائهم ردود فعل ساخنة ومستمرة، على الصعيد المحلي وفي الخارج على حد السواء. ومع ذلك، حتى بعد أن ألغى ترامب القرار، استمر معاونوه في وصف المهاجرين كمجرمين ووصف خصومهم السياسيين باعتبارهم عناصر تمكين الجريمة، ما جعل مجموعة من النقاد والمحللين يشيرون إلى أصداء الماضي القاتم، عندما سبقت عمليات تشويه الأقليات انهيار الديمقراطية وأدت إلى نهايات أكثر عنفاً. وطغت قصص نحيب الأطفال المروعين الذين كانوا ينادون آباءهم على أحاديث وسائل الاعلام الأميركية. ورأينا صور «الأقفاص» المغلقة بسياج ومراكز الاحتجاز الصحراوية. وأعرب الناجون من مذابح الحرب العالمية الثانية والمظالم الناجمة عن المحرقة اليهودية ومعسكرات اعتقال الأميركيين اليابانيين عن قلقهم بشأن ما تفعله إدارة ترامب. وبالنسبة لبعض منتقدي ترامب، فإن هذه اللحظة بمثابة هزيمة مؤثرة للترامبية. وفي هذا الصدد، كتب «ريك ويلسون»، الخبير الاستراتيجي الجمهوري المناهض لترامب، في صحيفة «ذا ديلي بيست»: «في أسبوع من المعاناة الإنسانية الوحشية والواضحة، كانت التغطية الإعلامية الشاملة تعني أن التكاليف السياسية لهذه السياسة قد ارتفعت، وكانت هزيمة ترامب حتمية منذ البداية. وعندما وقَّع ترامب الأمر التنفيذي بإلغاء سياسته يوم الأربعاء، كانت هزيمة سياسية ملحمية لرئاسته، ولفريقه، وللمدافعين عنه في الكونجرس ولمشجعيه في وسائل الاعلام». ولكن حتى إذا شعر ترامب بالتأنيب بسبب رد الفعل، فإنه لا يظهر ذلك. ويقال إن «الجمهوريين» يعدون مشروع قانون بدعم من ترامب من شأنه أن يسمح بإبقاء أطفال المهاجرين في الحجز لمدة تزيد على 20 يوماً. وفي نهاية الأسبوع الماضي، ضاعف ترامب من رسائله المناهضة للمهاجرين، مقتنعاً بأن موقفه المتشدد سيساعد «الجمهوريين» قبل انتخابات التجديد النصفي المقرر إجراؤها في شهر نوفمبر. وفي سلسلة من التغريدات، أشار إلى أنه يريد تجريد المهاجرين من الإجراءات القانونية والحقوق الواجبة المعترف بها من خلال سلسلة من الاتفاقيات الدولية. وقال ترامب على «تويتر»: «لا يمكننا السماح لكل هؤلاء الناس بغزو بلادنا. وعندما يأتي أي شخص، يجب أن نعيده فوراً من حيث أتى، من دون قضاة أو دعاوى قضائية. هذا النظام ساخر بالنسبة لسياسة الهجرة الجيدة والقانون والنظام. فمعظم الأطفال يأتون من دون ذويهم.. ». إيشان ثارور *كاتب أميركي ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»