سلام على العراق، وأهله، وترابه.. على دجلة وصموده وحزنه. اليوم كل ما يفعله الشعب العراقي هو إظهار غضبه في وجه إيران وأحزابها. لم يدرك بعض العراقيين إلا مؤخراً أن إيران لا تهتم بهم ولا بعقيدتهم، بل كل ما يعنيها هو نهب بلادهم وإفراغها من عروبتها. كيف صدق العراقي -أياً كان مذهبه- أن إيران ستنصفه أو ستكون عوناً له، وهي التي تدرِّس صغارها ضرورة استعادة السيطرة من النهر إلى النهر، وأنه لا عرب يجب أن يكونوا هناك في أرض العراق؟! المذهب لم يكن يوماً بديلا عن الأوطان، ولم يكن العراق على مر التاريخ إلا العراق. أما إيران فدولة الغدر والمطامع، ولا يمكن لصاحب عقل أن يصدق بأنها المخلِّص والمنقذ. وإذا كانت ميليشيات الملالي تعيث خراباً وموتاً في إيران ذاتها، فما بالكم بالعراق العربي؟! ومن البصرة انطلقت هبّة الجنوب ضد إيران، فالبصرة كانت دائماً الثقل العربي الذي لابد أن تتم المراهنة عليه من قبل العرب، ولابد من تقديم كل الدعم لقبائل البصرة وقراها، فهناك لا تزال القبائل متمسكة بعروبتها مفاخرةً برفضها سطوة الفرس وتسلطهم. ولعل امتداد الحراك إلى بغداد، يحمل رسالة ضد النفوذ الإيراني في العراق. وبهذا تكون إيران قد فتحت عليها جبهة جديدة، بالتزامن مع العقوبات الاقتصادية عليها. حراك العراقيين يقض مضاجع الملالي، ولعلهم يفهموا الآن أن الخراب الذي زرعوه في العراق بدأ ينقلب عليهم. آن للعراق أن يتنفس، وأن يتمتع بثرواته. وكما كانت أميركا سبباً في ما حاق بالدولة العراقية، فعليها اليوم أن تبحث عن مخرج لإنقاذها من أيدي جماعات استحوذت عليها، وأرهقت الشعب وقضت على أمانيه في حياة كريمة. واشتعال المظاهرات والاحتجاجات والاعتصامات التي بدأها الإيرانيون، ها هو ترافقه الآن في العراق احتجاجات أخرى ضد سلطة الملالي ذاتها.. مما سيكشف ممارسات إيران وجرائمها في كل العواصم التي تحكمها، بدءاً من طهران وبغداد ووصولا إلى صنعاء ودمشق. سيكون الثمن باهظاً على الشعب العراقي، لكن ما دفعوه في العقدين الأخيرين أكثر بكثير مما يمكن أن يخسروه اليوم.