ستعجّل انتخابات التجديد النصفي لعام 2018 بتحولات كبرى في صفوف قيادة الحزب «الجمهوري»، وفي ضوء حالات التقاعد والمنافسات الانتخابية، لن يتأثر شيء أكثر من المناصب المؤثرة السياسة الخارجية والأمن القومي. فمن سيشكل النهج المحافظ والمؤسسي في الكونجرس؟ ولا ريب ستؤثر التغيرات الوشيكة على كل من مجلسي النواب والشيوخ، لكنها ستكون ربما أكثر وضوحاً في مجلس الشيوخ، فالسيناتور «الجمهوري» عن ولاية أريزونا «جون ماكين»، لطالما كان قوة دافعة في وضع السياسة الخارجية لحزبه، لكنه لم يعد إلى واشنطن منذ نهاية العام الماضي بسبب مرضه. وأما السيناتور عن ولاية تينسي «بوب كروكر»، فرئيس جاد وحاسم للجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ لكنه سيتقاعد. ويترك ذلك السيناتور «ليندساي جراهام»، باعتباره من أقدم الأعضاء في مجلس الشيوخ، صاحب إرادة وقدرة على شغل فراغ الأمن القومي بمفهوم السلطة الحقيقية. وبعد انتخابات التجديد النصفي، سيصبح الصوت المهيمن في الحزب «الجمهوري» بشأن قضايا الأمن القومي داخل الكونجرس.
وهناك آخرون يعبرون عن آرائهم بقوة، فالسيناتور «ماركو روبيو» يمضي في مسارات متعددة، والسيناتور «ريتشارد بر» يمكن أن يكون، إذا أراد، قوة دافعة من موقعه في لجنة الاختيار المعنية بالاستخبارات في مجلس الشيوخ. ولن تنتهي فترة «بر» حتى عام 2022، لكنه أعلن في 2016 أنه لن يترشح مرة أخرى لمنصب منتخب.
وبالنسبة للسيناتور «جيمس ريك» فسيتقلد منصب رئيس لجنة العلاقات الخارجية إذا ما احتفظ «الجمهوريون» بالأغلبية. وبالمثل، ستكون حظوظ «جيمس إنهوفي» كبيرة لشغل منصب رفيع في لجنة الخدمات المسلحة لدى مجلس الشيوخ التي ترأسها «ماكين» لتطبيق السياسات في شتى مناحي الأمن القومي. وبالطبع، سيحتفظ زعيم الأغلبية «ميتش ماكونيل» بريادته في مناورات المجلس كافة، بفضل فريقه الأكثر فاعلية في واشنطن. وعلى صعيد مجلس النواب، فقد أعلن رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب «إدوارد رويس» تقاعده في بداية العام الجاري، وكذلك رئيس المجلس «بول ريان» العضو «الجمهوري» عن ولاية «ويسكنسون».
يُنشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفيس»