كان مجال الخدمات الصحية في مقدمة أولويات اهتمام المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، مؤسس وراعي نهضة دولة الإمارات العربية المتحدة – طيب الله ثراه، والذي حرص شخصياً على متابعة تأسيس وتطوير كافة ما يتعلق بمجال الصحة على مستوى الدولة بعد تأسيسها عام 1971. وكان ذلك تحقيقاً لمقولته: «إن شعبنا حرم كثيراً في الماضي من الخدمات والمرافق التي كان يتمتع بها غيره، وقد آن الأوان لأن نعوض شعبنا ما فاته لينعم بما أعطاه لنا الله من خير وفير». ولقد تطورت الخدمات الصحية في الدولة منذ تأسيسها تطور مذهل وخلال زمن قياسي مما نتج عنه النجاح الكبير في توفير المناخ الصحي السليم لكافة فئات المجتمع ووقايته من الأمراض. وقد انعكس التخطيط الاستراتيجي للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، على تبوأ الإمارات مرتبة متقدمة جداً في مجال «السياحة العلاجية»، إذ شهدت الدولة توسعات كبرى في مجال الخدمات الصحية وضعها على خريطة السياحة العلاجية العالمية، حيث تشير التقارير المتخصصة إلى تخطيط الدولة لاستقبال أكثر من 500 ألف سائح صحي بحلول عام 2020. وسوف يسهم هذا بلا شك في تحويل الإمارات لتصبح مركزاً للسياحة العلاجية العالمية والوجهة المفضلة للمرضى المحليين والأجانب الذين ينشدون جودة الخدمات الصحية والإجراءات الفعالة من حيث التكلفة والعلاج.
وقد تمتعت الخدمات الصحية باهتمام كبير من المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وذلك منذ اليوم الأول لإعلان قيام الدولة إذ حرص شخصياً على ضرورة توفير خدمات صحية شاملة لأبناء الوطن انطلاقاً من اهتمامه -رحمه الله - بالإنسان السليم المعافى الذي يمثل الثروة الحقيقية للوطن. والمتابع لتطور الدولة منذ ما قبل تأسيسها، يلاحظ أن الخدمات الصحية قبل تولي مؤسس الوطن الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، مقاليد الحكم كانت شبه معدومة باستثناء خدمات فردية من خلال عيادات متناثرة توفر خدمات محدودة تفتقر للبنية التحتية الحديثة والخدمات ذات الجودة العالية. وقد تغير ذلك الوضع جذرياً بمرور الوقت وتنفيذ خطط التنمية الشاملة بشكل عام وفي تطوير البنية التحتية في الخدمات الصحية بشكل خاص إذ أصبحت معظم العمليات الجراحية الكبرى والدقيقة تجرى في مستشفيات الدولة، بل وأصبحت تلك المستشفيات هدف الآلاف من المرضى من دول مجاورة ومن دول أخرى لتلقي العلاج المناسب وبأحدث الوسائل والخدمات. وقد انعكس هذا الاهتمام على تسخير كافة إمكانات الدولة لدعم وتطوير الخدمات الصحية بكل أنواعها. وكانت محصلة التخطيط والاهتمام الشامل هو النجاح والتميز في بناء شبكة متطورة من المستشفيات الحديثة والمراكز الصحية النموذجية التي تقدم خدمات صحية تشخيصية وعلاجية ووقائية وفق معايير عالمية للمواطنين والمقيمين على أرض الوطن.
وقد كان ذلك التقدم المذهل نتيجة للدعم غير المحدود من المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله، والذي كان يحرص شخصياً على متابعة كافة أمور التطوير الصحي وتوفير الدعم اللازم وتسخير جميع قدرات الدولة لتقديم الخدمات الصحية المتطورة وإيصالها إلى جميع مناطق الدولة بما فيها القرى والمناطق النائية. ونشهد حالياً استمرار المسيرة في توفير بيئة صحية متميزة بناء على أحدث المعايير العالمية لضمان قيام المواطن السليم القادر على المساهمة في تطوير الوطن تحقيقاً لرؤية المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان -طيب الله ثراه- الذي قال: «إن رفع مستوى المواطن والدولة ككل هو رائدنا وفوق كل شيء، والدولة مثل الشجرة التي يجب أن تحظى بعناية مواطنيها وحرصهم على تنميتها، وكل مواطن عليه أن يحترم وطنه».