ترحب الإمارات وتحتضن من جديد الأخ والزميل والصديق تركي الدخيل، ولكن هذه المرة سفيراً لخادم الحرمين الشريفين لدى دولة الإمارات العربية المتحدة، وهو اختيار صادف أهله لرجل يعبر عن الروح الجديدة للدبلوماسية السعودية التي تتميز بالهدوء والحكمة والديناميكية، وهي تستند إلى إرث وخبرات متعاقبة ومتوارثة تحمل بصمات رجال خلدهم التاريخ الدبلوماسي، في مقدمتهم الملك الراحل فيصل بن عبدالعزيز، الذي كان أول وزير خارجية للبلاد بعد تأسيس المملكة على يد الملك المؤسس عبدالعزيز، وأمير الدبلومسية الراحل سعود الفيصل، مروراً بإبراهيم السويل وعمر السقاف، رحمهم الله أجمعين، وانتهاءً بعادل الجبير وإبراهيم العساف أحد أقدم أعضاء مجلس الوزراء السعودي.
يتسلم الدخيل مهام عمله، والعلاقات الأخوية بين دولة الإمارات والمملكة العربية السعودية الشقيقة في أبهى وأزهى صورها، لِمَا تحظى به من رعاية ودعم صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وأخيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، ومتابعة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وأخيه صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد السعودي.
لقد انتقلت العلاقات الراسخة والمستندة إلى روابط التاريخ والقربى من مرحلة علاقات التعاون التقليدية إلى رحاب وآفاق شراكة استراتيجية، تعززت بقيام مجلس التنسيق السعودي الإماراتي، ودخول مبادرات «استراتيجية العزم» حيز التنفيذ في نوفمبر الماضي، وهي إحدى ثمار «خلوة العزم» التي استضافتها بلادنا، وشهدت معها عقد فرق عمل المشاريع المشتركة التابعة للمجلس ورش عمل بمشاركة أكثر من 100 مسؤول من الجانبين لتنفيذ الاستراتيجية، لتقدم هذه العلاقات المتميزة أنموذجاً ملهماً لما يجب أن تكون عليه علاقات الأشقاء من وحدة للمواقف لحماية منجزات ومكتسبات شعوبنا في هذه المنطقة من العالم، مواقف تصدت لكل من حاول العبث بأمننا واستقرارنا، وأجهضت أوهامه في التمدد والسيطرة.
قد يخيل للمرء أن مهمة الدخيل ستكون سهلة في ظل هذا المستوى الرفيع والمتميز في علاقات البلدين والشعبين الشقيقين، ولكنها مهمة تحمل الكثير من التحدي، في ظل ما تشهد من زخم بقوة دعم صاحبي السمو الشيخ محمد بن زايد والأمير محمد بن سلمان.
أبو عبدالله في مستوى التحدي، بعد أن عرفناه لأكثر من عقدين، راعي إضافات طيبة في المشهد الثقافي والإعلامي على الساحة الإماراتية، وبالتوفيق لسعادة السفير.