في السابق كان أحد الرجال يتجول في الأسواق، ويحمل معه بوقاً أو طبلاً ليجمع الناس، ويلقي عليهم أهم أخبار مدينتهم، فيتجمع المرتادون حوله بتلهف ليسمعوا نشرة الأخبار الحية والمباشرة والمبعثرة بتلقائية ومن دون تنظيم وسريعة، وأحياناً غامضة، إلا أنها كانت تشبع شغف أغلب الشعوب في تلقي الأخبار الجديدة.. فالخبر كان منذ الأزل الشغل الشاغل لكل الناس، ومن هنا بدأت فكرة مشروع اسمه الصحيفة الإخبارية!
في مواد الصحافة هناك مقولة شهيرة يرددها أغلب الأساتذة الجامعيين حين يحاضرون عن الخبر الصحفي: «عض الكلب رجلاً.. ليس خبراً، وعض الرجل كلباً هذا هو الخبر»!
اليوم اختلف الوضع، ولا أبالغ لو قلت إن الصحفيين يعيشون حالة من القلق حول مستقبل وظيفتهم، فالناس لم تعد تنتظر تفاصيل خبر الرجل الذي عض الكلب في صباح اليوم التالي، فهي قد شاهدت الفيديو، وصنعت ردود الفعل، وتسابقت للبحث عن السبب، وقرأت تغريدة المحامي الذي قرر أن يدافع عن الكلب في المحكمة!
والسؤال هنا، هل انتهت الصحف الورقية.. بل كيف تعيد الصحف بريقها؟، وكيف تتصدر الواجهة مجدداً وكيف تصبح المصدر الأول والأصدق والأكثر واقعية في ظل تراكم الأخبار وتوالي التقارير الصحفية وولادة كل يوم عشرات الآلاف من الحسابات التي تسمي نفسها بالإعلامية في هذا العالم؟.
في «أبوظبي للإعلام» كان الحراك مختلفاً في الفترة الماضية، وكان الهدف مواكبة الطفرة والتكيف معها والصعود مجدداً إلى القمة، واليوم بداية هذه الانطلاقة.. بداية مرحلة جديدة وحقبة مختلفة، بداية صناعة فكر جديد يحطم كل الأعراف البالية ويسابق زمناً سريعاً لا يمكن مجاراته إلا إذا استوعبته.. زمناً لا يرحم، فالتحديات التي تواجهه كل يوم تظهر بشكل جديد. في هذه المرحلة كان القرار أن نذهب إلى القارئ، وأن نصل إليه أينما كان، وأن نصبح بين يديه، ونلبي ذائقته الجديدة.
وحين أراد معالي سلطان الجابر رئيس مجلس إدارة «أبوظبي للإعلام» أن يعيد لنا شغف التحدي من جديد.. قدم لنا صورتين في البداية شرح لنا الواقع الحقيقي لنا، وقدم للجميع بالأرقام، أين نقف ومن نحن في هذا السوق المتنامي، بالمختصر قال للجميع، أين هو موقعنا الفعلي، بعدها بدأ التحدي وقبل أن نصل إلى الخطوات الأخيرة فتح لنا فيديو آخر يظهر فيه الراحل الكبير المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وهو يخاطب الشعب في افتتاح إذاعة أبوظبي قبل أكثر من خمسين عاماً، الرسالة وصلت!

كلمة أخيرة
أبوظبي للإعلام.. شمسٌ ولدت لتشرق بلا مغيب!