حرص صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، في حديثه وتوجيهاته ونصائحه السامية لأعضاء السلك القضائي والنيابة العسكرية مؤخراً على التأكيد على مسألة أساسية ومهمة للغاية، وهي الحفاظ على «مصداقيتنا وسمعتنا الطيبة»، فهي من قيمنا الأصيلة المتوارثة عن «أهلنا وتاريخنا، وعلينا جميعاً مسؤولية ترسيخ هذه القيم الموروثة في مجتمعنا».
نصائح وتوجيهات سامية لا تقتصر على المخاطبين، وإنما تعني كل من تشرف بالانتماء لهذا الوطن الغالي. وقبل ذلك كان سموه قد دعا أبناءه الشباب في محاضرة تاريخية لاستحضار معنى أن تكون إماراتياً قبل أن تُقدم على أي فعل مهما كان، فإن قدّم المواطن فعلاً خيّراً وإيجابياً قيل عن صاحبه إنه إماراتي، وكذلك إن كان سلبياً.
الحرص على المصداقية والسمعة الطيبة لبلاد «زايد الخير» هو من الموروث الإماراتي، وقد كان حاضراً في أدق تفاصيل العمل الإعلامي الإماراتي منذ بواكير التأسيس في تاريخنا الحديث عند قيام الدولة، وجرت المحافظة عليه من دون وثائق أو عقود مكتوبة، لأنه إدراك قائم وراسخ في الوجدان ونصب العيون قبل تناول أي شأن ذي صلة بشؤوننا المحلية، وكذلك تعاملنا مع بقية القضايا والمسائل الإقليمية والدولية، وما يتعلق منها بالأمتين العربية والإسلامية وارتباطها بالإنسانية.
لقد كان هذا النهج واضحاً جلياً في صناعة الإعلام الإماراتي، وتوجهاته القائمة على توحيد الكلمة ورص الصفوف، ونبذ الفرقة والتحزب، والتصدي للتطرف والفتن والمنطلقات المذهبية والطائفية.
نعتز في «الاتحاد»، الصحيفة التي نتشرف بالعمل فيها ضمن مظلتنا الكبرى «أبوظبي للإعلام» مع انطلاقتنا الجديدة، بترسيخ وتعزيز نهج المصداقية، ممارسة وفعلاً، باعتباره النهج الأساس الذي تمحور حوله الأداء لنيل ثقة المتلقي، وتحقيق هذا المكانة الريادية على الساحة الإعلامية صوتاً ونبضاً للوطن ورسالته للعالم.
انطلاقتنا الجديدة تستند إلى تجربة ثرية راسخة تراكمت على امتداد خمسة عقود مضت، تعتمد المصداقية والسمعة الطيبة في صناعة وتقديم الخبر والمعلومة بمهنية عالية، وتوظيف المنصات الرقمية لمواكبة العصر ومستجداته التي فرضت وجودها بقوة على الساحة من دون التخلي عن الثوابت والقيم الوطنية على طريق صناعة إعلام وطني يعتمد على مواهب وعقول وسواعد إماراتية.
سانحة انطلاقتنا الجديدة عهد يتجدد بحفظ الثوابت وإزجاء الشكر والامتنان للقارئ.. الداعم الأول لنا.