تابعنا مؤخراً أصوات الغوغاء والهمج من طهران بعد تفجيرات زاهدان الأربعاء الماضي التي أودت بحياة 27 من أفراد الحرس الثوري الإيراني، ووزع معها النظام الحاكم اتهاماته يمنة ويسرة، مرفوقة بتهديدات بلهجة متعجرفة نحو الإمارات والمملكة العربية السعودية.
أصوات تردد ذات الأسطوانة المشروخة التي تمثل أبلغ صور الفشل الذريع الذي تتخبط فيه إيران منذ أكثر من أربعين عاماً، ولا تنتج سوى الفشل والخواء الذي أوصل الشعب الإيراني إلى نفق مسدود ووضعه على حافة الانهيار ليتجرع مرارة الفقر ويشاهد ثرواته تتبدد على مغامرات «ملالي طهران» وذراعهم التخريبية «الحرس الثوري» الذي لم يترك مكاناً إلا واستهدفه لنشر الخراب والدمار والبؤس وتأجيج الفتن.
على مدى أكثر من أربعين عاماً وهم يعيشون الوهم الكبير بتصدير «ثورتهم»، وبينما كانوا مشغولين بالدسائس والمؤامرات ودعم الميليشيات الانقلابية والشراذم المسلحة والعصابات الخارجة عن القانون، كانت دولنا في هذه المنطقة تواصل البناء والتنمية في سباق لا يتوقف من أجل إسعاد شعوبها وتحقيق الرخاء والازدهار والتنمية المستدامة لها غير مكترثة بالشعارات الجوفاء التي ما انفكت الآلة الإعلامية الإيرانية ترددها وتخدع بها شعوبها وهي تصور الانكسارات المتتالية انتصاراتٍ وهميةً لا وجود لها سوى في خيالاتهم الخربة.
ما يجري في إيران من تفجيرات ومظاهرات، مع ما تشهده البلاد من وضع اقتصادي واجتماعي كارثي وعقوبات وعزلة دولية، ما هو إلا ثمرة الفشل المتواصل وغياب الرؤية الصحيحة لبناء الدول والارتقاء بالشعوب.
التهديدات الرعناء من أقطاب ورموز النظام الإيراني لن تنال منا في شيء، بفضل من الله وقوتنا التي نستمدها من مناعة الحصن الكبير الذي يجمعنا بالحب والولاء وقوة الانتماء الذي يحصننا من شرور إيران وأتباعها وأدواتها. وما يجري يفترض أن يكون فرصة لعقلاء إيران للتراجع عن العبث الذي يمارسه المغامرون، فالتهديدات لا تجدي والمغامرات مصيرها الفشل، والأجدى بإيران نبذ لغة التهديد ودعم الإرهاب والتدخل في الشؤون الداخلية للآخرين، والتخلي عن أوهام العظمة والتفوق لبناء علاقات حسن جوار مع جيرانها، حتى تنعم هذه المنطقة من العالم بما تستحق من أمن واستقرار، وتتخلص من آثار العبث الإيراني ومحاولة تسويق شعارات لا تسمن ولا تغني وإنما جلبت كوارث ومآسي اكتوت بنيرانها شعوب إيران والعراق وسوريا واليمن وحيثما وصل التآمر الإيراني الذي يمثل خطراً على العالم قاطبة.