شهد الاقتصاد العالمي خلال السنوات الماضية مجموعة من التغيرات الجذرية التي من شأنها أن تغير موازين القوى العالمية، خصوصاً في القطاعين الصناعي والتجاري، فالمتابع للتطورات العالمية يدرك أن القطاع الصناعي لم يعد كما كان قبل عشر أو عشرين عاماً، ولم تعد الصناعات العالمية تتركز في المصنّعين التقليديين الموجودين في غرب العالم، فالأحداث تتغير والمصنعون الجدد تمكنوا من تطوير قدراتهم وأصبحت لهم كلمتهم في اقتصاد العالم. أقصد بالتحديد جمهورية الصين.. تلك البلاد التي كانت من المصنعين المهمين في عصور مختلفة من التاريخ، والتي تعود اليوم لتفرض نفسها كقوة مصنعة في عصرنا الحديث، لتضع لنفسها مكاناً مهماً في الخريطة الصناعية للعالم، ولتتابع خطواتها كي تصبح الاقتصاد الأكبر في العالم قريباً. ومن هنا تأتي أهمية الزيارة التي يقوم بها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، والوفد المرافق لسموه، إلى الصين، لدعم الشراكة الاستراتيجية القائمة بين دولة الإمارات والصين، وسيكون لهذه الزيارة دور كبير في دفع الشراكة المهمة بين الجانبين إلى آفاق جديدة. فالإمارات تمتلك الكثير من المقومات التي يمكن أن تستفيد منها الصين، فهي بالإضافة إلى كونها دولة منتجة للنفط، فهي بمثابة بوابة تجارية مهمة لأسواق المنطقة، ويمكنها أيضاً تنفيذ استثمارات استراتيجية مفيدة للجانبين، والصين تمثل جزءاً مهماً للغاية من مستقبل الاقتصاد العالمي، وبالتالي فإن تكامل الأدوار بين الجانبين سيكون في غاية الأهمية، خصوصاً في ظل الظروف المتغيرة التي يشهدها العالم. قد يظن البعض أن الصناعات الصينية تقتصر على بعض المنتجات البسيطة وذات الجودة المحدودة التي غزت أسواق العالم، ولكن الحقيقة أن الصين تتحول شيئاً فشيئاً لتصبح مصنعاً للعالم، فإلى جانب الصناعات الصينية التي أخذت تتطور وتحسن نفسها من ناحية الجودة ونوعية المنتجات، فالسوق الصيني أصبح أرضاً للعديد من الصناعات الأوروبية والأميركية، فكم من شركة صناعية معروفة أصبحت مصانعها الرئيسية على أرض الصين، وهو نجاح كبير يحسب لها، نتيجة تزايد أهميتها الاقتصادية، بالإضافة إلى تطوير مهارات الأيدي العاملة الصينية.