- اللهم أدم نعمة أن تكون الإمارات دوماً وأبداً صانعة الأمل، وملهمة فعل الخير الإنساني الصرف، فهي من دواعي فرحنا الدائم، وسر سعادتنا، وفخرنا الحضاري، لقد رأيت بريقا من السعادة والزهو في عيون الجميع حين احتفت الإمارات بصناع الأمل، ووجدنا لدينا ومن بيننا وبعيدا عنا أبطالاً مغمورين، لكن أفعالهم كبيرة، وحسناتهم عظيمة، لذا كان الاحتفاء بهم وتكريمهم من جميل الحمد وجزيل الشكر، فالحياة لا تستقيم بمعاقبة المسيء فقط، ولكن لزاماً تقدير الشريف أيضاً، فالشكر لمن رعى ولمن تكرم، ولمن تبرع، ولمن ساهم ولو بشق تمرة أو مفحص قطاة، ولمن زان وزاد التكريم، وضاعف التقديم.
- «لاري تيسلر» عاش لا يعرفه الكثير، رغم أنه سهل على الكثير تلك العملية الآلية التي يفعلها الإنسان بسهولة دون أن تحتاج منه لتفكير أو أي جهد يذكر، أو كما تسمى في المصطلح الإنجليزي «Donkey Work»، ما ابتكره «لاري تيسلر» مهندس الكمبيوتر، هو عملية القص واللصق والنسخ في عملية الحاسوب، مع عالم آخر هو «تيم موت» في الثمانينيات، والتي كنا نمارسها ولكن في أعمال مختلفة قبل أن تصبح في جهاز الكمبيوتر، فقد عرفتها في دروس «المونتاج» السينمائي، أيام أجهزة «المافيولا» القديمة، وعرفتها لاحقاً في دروس الإخراج الصحفي، بعض الاختراعات تخلد أسماء أصحابها، بعضها الآخر يمجد العمل، وينسى المبتكر، وهذا شأن «تيسلر» الذي توفي قبل أيام عن عمر يناهز 74 عاماً.
- بعض الأمور ارتبطت معنا من خلال مفردات اليوم من أوزان ومقاييس وغيرها من أمور الحياة، لكن تطور الحياة يفرض علينا التخلي عن القديم والبحث عن الجديد في المجتمع الكوني الصغير اليوم بكل الإرهاصات والسباقات والمواصلات والاتصالات، بدءاً من اليوم ستختفي كلمة «توله» الهندية التي عرفها الأقدمون وزناً ومقياساً للعطور، وخاصة العود ودهن العود ودهن الورد والزعفران والهيل، وسيحل محلها «الغرام - والملليلتر»، بعض الأشياء ولو كانت صغيرة، يحزنك غيابها من الحياة.
- الحمدلله.. أخيراً صار لصندوق الزكاة مكان جديد وجدير به، وبمكانته في مجتمعنا الإسلامي المبني على الخير والإحسان وواجب البذل والعطاء، وتقدير الأمر الرباني، فما يقدمه الفرد من واجب عليه، يأخذه من هو أحق به، وصندوق الزكاة، والوقف الإسلامي، طالما كانا في الحضارة الإسلامية منبع خير وعطاء مستمرا ومتواصلا يمده الجميع، وينفع الجميع، ومبناه الجديد سيعطيه شخصيته الاعتبارية، وأهمية مكانته في المجتمع، فكثير من الأمور عندنا يمكن أن تصرف على نفسها بنفسها مع شيء من التدبر، والتفكير المسبق، وكثير من الأمور دفنت حيّة، لأنها ولدت «خديج»، ولم نساهم في تمكينها بقدر ما ساهمنا في دعمها، لكن الدعم عادة لا يدوم، ومرتبط بوقت وأشخاص وظروف.