من الأمور التي يصعب فهمها فواتير اتصالات التي كانت تملأ بريدنا، والآن يقال إنها ترسل عبر البريد الإلكتروني، وهذا من أمور اتصالات المحمودة التي قلصت الورق، محافظة على البيئة، لكن الأمر غير المحمود هو، إن استطعت أن تفهم هذه الفواتير، وأسئلتك الكثيرة باتجاهها، متى وكيف ولماذا؟ الغريب أن كل موظف في اتصالات مدرب على إجابة تلك التساؤلات بطريقة مبهمة، وضبابية، ولكن في النهاية أنت الملام لا الشركة، يعني فاتورة هاتف غير مستعمل، وفي الحفظ والصون منذ الصيف، لكن كل شهر تدفع عليه، تقول الشهر الأول ربما فاتورة سابقة، وفي الشهر الثاني تقول ربما متبقيات، خاصة وأن شهر اتصالات مرات خمسة وأربعين يوماً، ومرات سبعة وعشرين يوماً، وحين تراجع في الشهر الثالث وقد بلغ الحمل محله وثبت، يقولون لك بطريقة شفاهية، لا كتابية: «لأنك لم تغلق «الداتا والرومنغ»، وهاتفك لدينا يشير أنك ما زلت تقضي إجازة الصيف في باريس، فقلنا: ربما أعجبتك باريس الجميلة، وقررت أن تمدد إجازتك فتصل الصيف بالشتاء»، فتتذكر كثر الترحيبات، وتقول: «طيب اتصالات كانت أول المرحبين بي حين نزولي من الطائرة، متمنية لي طيب الإقامة في الإمارات، ومهنئة بالعودة سالماً غانماً»، فيبتسم موظف اتصالات تلك الابتسامة المدرب عليها طويلاً، ويقول: «معك حق عميلنا العزيز، لأنك من النخبة المميزة، ومن ذوي البطاقات الذهبية، ونحن نهتم بكل التفاصيل من أجل رضاك، ومقياس سعادتك، لذا تهانينا لا ولن تتوقف عنك، سواء في حِلّ أو سفر، لكن ليتك فقط أغلقت خاصية الـ «رومينغ» في هاتفك الذكي، لكنت تجنبت خسائر الفواتير غير المستعملة، لكن اعتبر هذا درساً ضرورياً للمستقبل، فاتصالات لا تستطيع أن ترسل لكل عميل تحذيراً إلى هاتفه بأن يغلق خاصية «صنبور» الذهب الذي يدرّ عليها أموالاً غير منظورة، ومع هذا تتمنى اتصالات دائماً لزبائنها المميزين «رومنغ» مفتوح، و«داتا» لا تتوقف»، تقول: «طيب.. والعمل»؟ فينقض عليك الموظف بعروضه الجديدة، وباقاته المتنوعة، فيشعرك كم اتصالات سخية مع المواطنين الكرام والمقيمين الأعزاء، فتختار الباقة الجديدة، لأنها كما شرح الموظف المحترم، فعلاً متميزة، وأرخص، فينتهزها الموظف فرصة جديدة، ويقول: «لكنك عليك أن تدفع شهر غرامة لإلغاء الباقة القديمة، وتأكد أنك أنت الكسبان، لا اتصالات»، فتنصاع للأمر، والعقد الجديد، وإذا لم ترد عقداً سنوياً، يمكنك أن تدفع ثمناً أعلى للباقة، لأن اتصالات من مهامها الرئيسة في الحياة راحة عملائها الكرام، بقي سؤال أخير، وهو ضروري ليفهم الموظف ويتفهم، فتقول بصوت هادئ: «عزيزي.. في إجازة الصيف عملت باقة «رومنغ» بألف درهم، وهي في عرفكم ذهبية أو بلاتينية، ولكنها لم تشتغل أثناء الإجازة في البلدان التي زرتها، وحاولت التواصل معكم، وكل مرة تقولون: سنحاول حل مشكلتك قريباً، ولكن انتهت الإجازة ولم تحل المشكلة، لأن الموظفين الذين كانوا يكلموني في مصر»، فيرد الموظف بكل تهذيب: «عليك الاتصال بقسم الشكاوى في مصر.. وسيحلون مشكلتك، فليس لدى اتصالات مشكلة لم تحل داخلياً أو خارجياً»، فتبتسم ابتسامة رضا العملاء.. وتخرج!