فوز الإماراتي أحمد الفلاسي بلقب «صانع الأمل 2020» في الدورة الثالثة من المبادرة التي تحظى برعاية ودعم صانع وزارع الأمل الأول صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، جدد ذكرياتي عن مدينة مومباسا الساحلية الكينية التي اختارها الفلاسي لمشروعه بإقامة مركز لغسيل الكلى بديلاً للمركز القديم وكان في حالة يرثى لها.
مدينة لا يعرف أبناء الجيل الحالي قوة ارتباط آبائنا وأجدادنا بالساحل الشرقي لأفريقيا منذ عهود غابرة، حيث كانوا يتاجرون إلى مدن زنجبار وبمبا ومومباسا وماليندي ومقديشو، وكانوا يتخذون من جزيرة سقطرى محطة توقف للمحامل والأبوام في طريق رحلات الذهاب والإياب التي تستغرق شهوراً، وحيث امتد الحكم العربي البوسعيدي هناك لأكثر من مئتي عام.
«مومباسا» وانطلاقاً من حيها الشهير «مومبا طياري» تضم أحياء عدة كفريج المزاريع والبلوش والهنود وغيرهم من الأعراق والجنسيات من مختلف الملل والمعتقدات، تزخر بهم المدينة التي تعد رمزاً للتعايش والتسامح والانفتاح على الآخر.
الوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه»، كان قد وضع في ثمانينيات القرن الماضي حجر الأساس لمدرسة ثانوية فنية تحمل اسم صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، خرّجت المئات من أبناء مومباسا وقد تسلحوا بالعلم والكفاءة الفنية ليخدموا أسرهم ومجتمعهم، ويذكروا بكل الامتنان الأيادي البيضاء التي امتدت لهم على يد «زايد الخير» لتضيء المستقبل أمامهم.
المدينة التي أنجبت البروفيسور الراحل علي المزروعي، أحد أشهر أساتذة العلوم السياسية في العصر الحديث، تعتمد بشكل كبير كما غيرها من مدن الساحل الكيني، وبالأخص ماليندي وجزيرة لامو، على السياحة إلى جانب مواردها الطبيعية وصادراتها الزراعية، تواجه منذ فترة تحديات خطيرة جراء توغل وهجمات عناصر حركة الشباب الإرهابية العابرة للحدود من الصومال بين الفينة والأخرى في محاولات مستميتة للإرهابيين للنيل ليس من أمن واستقرار هذا البلد الصديق الذي تربطنا به روابط تاريخية قديمة، وإنما تستهدف نموذج التسامح وحسن التعايش الذي تمثله في محيط مضطرب.
مناسبة تتجدد معها مشاعر التضامن مع كل الشرفاء الذين يقفون معاً في وجه الإرهاب وأعداء الحياة، وستظل الإمارات تنثر الأمل والخير للجميع.