12 عاماً من عمر احترافنا الكروي، شارفت على الانتهاء، وكرتنا تراوح مكانها، لا جديد يلوح في الأفق، سوى غلو في العقود، وتراجع في المستوى، وضياع الهدف الذي من أجله دخلناه طواعية، مواكبة لمطالب الاتحاد القاري، على أمل اللحاق بـ «الركب» الآسيوي والدولي، وعدم معرفة القائمين عليه، وعلى متطلباته، وتحديد التزامات أطرافه، وما عليهم من حقوق وواجبات.
والغريب أن الذين يديرون منظومته من الاتحاد والأندية، يضعون أصابعهم على مكامن جرحه الذي ينزف مالاً وجهداً ووقتاً وتراجعاً في الأداء، يوماً بعد يوم، وإخفاقاً وتراجعاً في الترتيب والتصنيف، ولا يحركون ساكناً لتصحيح مساره، وكأنما ينتظرون من ينتشلهم من الضياع، ويعيد بهم لكرتنا المكانة التي رسمناها في مخيلتنا، وعلى الورق نتداولها في المنتديات والمؤتمرات، ونتباهى بها أمام نظرائنا من دول القارة، بأننا من أوائل الدول التي طبقت الاحتراف الواهم.
ولتصحيح مساره، على أنديتنا أن تحذو مسار الدول الأوروبية في الاحتراف، وتطبق قوانينه ولوائحه على المنظومة، ويأتي اللاعبون في المرتبة الأولى، من حيث الالتزام والانضباط، الالتزام بجميع تفاصيله ومفرداته، وأن يدرك اللاعبون بأن الاحتراف الكروي شأنه شأن الوظيفة العامة، من حيث الالتزام ببنود العقد، والحرص على عدم الخروج عن إطاره، والأهم التقيد بمواعيده، فكيف لنا أن نطبق شروطه الأخرى، من دون الالتزام بالبند الأهم منه.
فإن كان المحترف يقضي جل وقته بعيداً عن التزاماته الاحترافية، متساوياً مع لاعبينا الهواة في مسابقات المراحل السنية، وربما أقل منهم في ساعات التدريب، والمكوث في النادي ومرافقه، وهم الأكثر مطالبة بالحفاظ على مستواهم الفني، وغيره من الالتزامات التي تحقق التكامل المطلوب، ليكونوا قدوة للأجيال الناشئة.
وكذلك التفرغ الإداري للقائمين على منظومته، فلا يعقل أن يدير منظومة الاحتراف إداريون هواة وأولوياتهم تختلف عن متطلبات المنظومة الاحترافية.
ولتحقيق التكامل لابد من الجلوس على طاولة الحوار بين كل المعنيين بمنظومة الاحتراف، أندية ومجالس واتحاد الكرة ورابطة دوري المحترفين، لوضع آلية العمل، ولا تنفرد جهة من دون غيرها، ويكون الانضباط والالتزام هو البند المهم والملح في تصحيح المسار، وتكون الرؤية موحدة لكل الأطراف، والأهم التزام اللاعب ببنود عقده الاحتراقي، فيما يخص التزاماته وواجباته وسلوكياته في الملعب وخارجه، لأنه العنصر الأهم في المنظومة، ومن دونه لن يستقيم مسار احترافنا الكروي.