في مشهد ومكان لخصا التفرد الإماراتي، حرص صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة على إطلاق برنامج «خبراء الإمارات» لاستقطاب العقول والكفاءات الإماراتية القادرة على تعزيز واستدامة المسيرة الملحمية التي سجلتها الإمارات في مختلف الميادين والقطاعات التنموية.
اختزل المشهد في رحاب «صرح المؤسس» حجم استثمار الإمارات في إنسان هذا الوطن، الإنسان الذي آمن به وبطاقاته وقدراته مبكراً الأب المؤسس، المغفور له، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، ولأجله وحوله تمحورت كل البرامج والخطط. واختيار موقع إطلاق البرنامج إنما حمل تأكيداً من قيادتنا الحكيمة بالمضي على النهج ذاته في الاستثمار في المواطن «ولد البلاد»؛ لأن «ابن البلد دائماً هو أعلم بأرضه ففيها ولد وفيها يعيش وفيها تعلم».
وقد أورد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد قصة بناء المؤسس، طيب الله ثراه، لكاسر الأمواج على كورنيش أبوظبي والذي نتذكر كيف كانت مياه البحر تصل للشاطئ في فترات المد العاتية، وتهدد البيوت والممتلكات وتعرقل حركة المرور، عندما استعان الشيخ زايد، رحمه الله، بأبناء البلاد لبناء الكاسر بعدما قدمت الشركات «عروضاً مبالغاً فيها لبنائه».
لقد بنت الإمارات تجربة نسيج نفسها في مجال الاستثمار في الموارد البشرية، وركزت على الجودة والنوعية بدلاً من الكم، وفق رؤى قدمها الشيخ محمد بن زايد عندما كان يتحدث قبل سنوات عدة بكل ثقة واطمئنان عن الاستدامة في إمارات ما بعد تصدير آخر شحنة نفط. رؤى قيادة امتلكت بوصلة سليمة ونظرة ثاقبة وثقة بالإنسان، وتفكر بغده ومستقبله والأجيال القادمة.
كلمات محمد بن زايد تحت صرح زايد رسالة للجميع بأهمية الثقة والاستثمار في شباب الإمارات، ثروة القيادة والبلاد للحفاظ على الإمارات «أمل المنطقة التي يشع منها النور، بحيث يردها الناس ويصلونها ويتعاونون ويتعاقدون معها». فهم رصيد الوطن الذي يتعاظم علماً وخبرة وعطاءً، ليظل شامخاً لخير البلاد، ومن فيها، وعوناً للأشقاء والأصدقاء.
وإذا كان سموه قد قال لحضور اللقاء من الكوادر المواطنة الرفيعة «يا كبر فرحتنا وفرحة أهلكم وبلادكم بكم»، فلسان حال الجميع يردد «يا كبر حظنا وفرحتنا بك يا بوخالد»، حفظك الله وأدامك ذخراً ورائداً في مواصلة مسيرة زايد في بلاد زايد الخير لأجل «عيال زايد» والخيرين.