خسرت الرياضة الخليجية واحداً من أهم رجالها، برحيل الشيخ عيسى بن راشد آل خليفة، الذي تجاوز تأثيره حدود بلاده البحرين، حيث أجمع الكل على محبته، حيث كان حالة خاصة ومتفردة عبر تاريخ دورة الخليج، ولذا لم يكن مستغرباً أن أُطلق عليه في دورة الخليج الثانية عشرة بالإمارات عام 1994 لقب «فاكهة دورات الخليج».
ويبقى الشيخ عيسى بمثابة «الهرم الثالث»، في تاريخ أهم دورة كروية بالمنطقة، بعد المغفور له الأمير فيصل بن فهد، والمغفور له الشيخ فهد الأحمد، بعد أن أثرى الرموز الثلاثة دورة الخليج، وحرصوا على استمراريتها، برغم كل ما واجهها من عقبات وعراقيل، مما دفع البعض للمطالبة بتوقفها، على اعتبار أنها استنفدت أغراضها، وخلال كأس أمم آسيا الأخيرة بالإمارات، حرصت كل الحرص على لقاء الشيخ عيسى في مقر إقامته، أولاً للاطمئنان على صحته، وللاستمتاع بحديثه الشيق، ولسؤاله عن مستقبل دورة الخليج، في ظل الظروف الصعبة التي تواجهها، وفوجئت به يؤكد أن دورة الخليج قادرة، بكل ما تمثله من خصوصية لأبناء المنطقة، على تجاوز أي عقبات، والمهم أن يتمسك أبناء المنطقة بحلمهم الخليجي، مهما بلغت طموحاتهم وأحلامهم القارية والدولية.
وكم كانت سعادتي، عندما فاز «الأحمر» البحريني بلقب دورة الخليج رقم 24، والتي شارك فيها في آخر لحظة، وكأن القدر أراد أن يكافئ الشيخ عيسى ويهديه، قبل أن يغادرنا، لقباً انتظره ما يقارب نصف قرن، وكانت مقولته الشهيرة «عشنا وشوفنا منتخب البحرين يكسب اللقب الخليجي»!
رحم الله الشيخ عيسى عف اللسان طيب المعشر، الذي كسب قلوب الجميع، طوال مشوار طويل حافل بالنجاحات، في كل المناصب التي تقلدها، وإن كانت «الكاريزما» الخاصة به تتجاوز كل المناصب.
×××
ماذا حدث لليفربول، الذي بات فوزه بلقب «البريميرليج» مسألة وقت، فالفريق الذي كان يعد أفضل فريق في العالم، ورشحه الكثيرون لحصد كل ألقاب الموسم، انهار فجأة وتوالت خسائره، فودع الكأس، وغادر دوري أبطال أوروبا من دور الـ16، بعد أن دفع فاتورة أخطاء حارسه، كما حدث في نهائي 2018، عندما ظلمه حارسه كاريوس، وكرر أدريان المشهد في البطولة الحالية، وكأن الحارسين الإسبانيين غير محظوظين في مواجهة بطلي مدريد، الريال وأتليتكو، ليخسر «الليفر» فرصة الدفاع عن لقبه الذي كسبه بعد طول انتظار.