لا أعتقد أن في خليجنا ووطننا العربي من ليس له ذكريات جميلة مع المغفور له الشيخ عيسى بن راشد آل خليفة، سواء باللقاء المباشر، أو عبر وسائل الإعلام، خاصة وأنا أحد هؤلاء الذين التقيتهم مراراً في أروقة فنادق بطولات الخليج، وفي قاعات الاجتماعات ولجان دورات البطولة، ولقاءات واجتماعات وزراء الشباب والرياضة في دول مجلس التعاون ووزراء الشباب والرياضة العرب، وتوطدت تلك العلاقة بزياراتي له، بين حين وآخر، في منزله بمدينة حمد في مملكة البحرين وملتقاه الصباحي في أحد المراكز التجارية أو في منزله بالمهندسين في القاهرة، وكلما زار الإمارات التقيت به.
كان، رحمه الله، يسعد بلقاء الأحبة أينما يحل، ويتحمل مشقة الجلوس لساعات طويلة وهو يشاطر أحباءه حديث الأخ لإخوانه والأب لأبنائه، وفي حديثه نصح ومشورة وحكم وبلاغة، كما في شعره المغنى من مطربي خليجنا، كان منهجه دائماً التشجيع على العطاء.. وكانت دورات الخليج بالنسبة له إرثاً يجب أن يبقى ونحافظ عليه؛ لأنها سبب تطورنا وتألقنا وتأهل منتخباتنا لنهائيات كأس العالم والفوز ببطولات كأس أمم آسيا، وكان يرى أن من يقول إنها استنفدت أهدافها ويجب أن تتوقف فهو مخطئ، ويجهل أفضالها على كرتنا فمنتخباتنا وأنديتنا، لأن دورات الخليج ارتقت بنا إلى العالمية وتطورت منشآتنا، وكان يؤكد أن الأحداث الكروية الناجحة يجب أن تستمر وتتطور، فالحياة لا تتوقف، وكذلك بطولاتنا يجب أن تستمر وتتطور.
كان وقع خبر وفاته حزيناً على كل من عرفه أو سمع عنه، وشاهده عبر القنوات في ربوع الوطن العربي.. نعته القيادات العربية من المحيط إلى الخليج، وحرص الكثيرون على تعزية ابنيه عبدالله وسلمان والمقربين منه الذين كانوا معه طوال حياته وفي فترة مرضه.
رحمك الله يا أبا عبدالله، وإلى جنات الخلد يا هرم الرياضة في الخليج، بإسهاماتك في تطور الحركة الرياضية والشبابية في مملكة البحرين والكروية في أرجاء الخليج؛ فقد خسرتك الرياضة البحرينية والإقليمية والقارية رياضياً بارزاً، وشكلت علامة مضيئة في تاريخها المليء بالإنجازات التي ستظل شامخة تذكرنا بك وبعطاءاتك، كلما التقينا في البطولات الخليجية والعربية في القادم من الأيام والسنين.
حبك غمر الجميع.. رحمك الله يا أبا عبدالله، وألهم آلك وذويك والشعب البحريني الشقيق الصبر والسلوان.