أخيراً جاءت الخطوة المنتظرة للحكومة البريطانية بإدراج حزب الله اللبناني في قائمة المنظمات الإرهابية، والتي نأمل أن يحذو حذوها المجتمع الدولي الذي لا يزال البعض منه يتغاضى عن حقيقة الوجه الإرهابي البشع للحزب، الذي هو في حقيقة الأمر أداة طيعة للنظام الإيراني، ورأس حربة مخططاته الجهنمية الخبيثة في منطقتنا.
في البداية رفع الحزب شعار التحرير والمقاومة الوطنية لتسويق نفسه في الشارعين اللبناني والعربي، ولكن سرعان ما كشف عن النَّفَس الطائفي الذي يُحركه وارتهانه دمية بيد إيران، وانغماسه في تجارة المخدرات لتمويل الأنشطة التخريبية والإرهابية لعناصره المنتشرة في أماكن عدة من منطقتنا تحت واجهات شتى.
كانت الدول الغربية وفي مقدمتها بريطانيا لا تكترث بتحذيرات دولنا الخليجية من الحزب الشيطاني رغم كل ممارساته حتى لمست بنفسها مآلات الصمت الذي كانت تبديه، وشاهدت كيف عمل على زعزعة الأمن والاستقرار في بلدان عدة في منطقتنا وحتى في أوروبا وأميركا الجنوبية وداخل الولايات المتحدة، التي كانت قد سبقت بريطانيا في تصنيف الحزب المارق منظمة إرهابية، وهو الذي مد أذرعه بالتنسيق والدعم لكل المنظمات والتنظيمات والشبكات والخلايا الإرهابية المنتشرة في مختلف مناطق العالم إضافة لتهريب الأسلحة والمتفجرات وزرع الجواسيس.
شاهدنا أيادي الحزب الشيطاني الغارقة في دماء الأبرياء تقف وراء كل عمل إرهابي في البحرين والكويت واليمن وسوريا والعراق وغيرها من المناطق خدمة لأوهام ملالي طهران في السيطرة والتمدد والهيمنة على امتداد الأربعين عاماً الماضية، والتي لم تفض سوى للخراب والدمار، وتسببت في تدهور معيشي مريع للشعب الإيراني، الذي يرى ثروات بلاده تبدد على مغامرات فاشلة بائسة قادت البلاد لعزلة دولية غير مسبوقة جراء إصرار حُكامه على المضي في مسارهم الشاذ، بمواصلة احتلال جزرنا الإماراتية الثلاث طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبوموسى، والتدخل في الشؤون الداخلية للآخرين، وعدم احترام حق الجوار وغيرها من الممارسات المخالفة للقوانين والأعراف التي تحكم العلاقات بين الدول، والتي لا تساعد على إقامة علاقات طبيعية في منطقة كمنطقتنا هي في أمس الحاجة للسلام والاستقرار حتى تتفرغ شعوبها للتنمية والبناء والتعمير.
الخطوة البريطانية تعزز جبهة الحرب العالمية على الإرهاب التي تتطلب المزيدَ من التنسيق وتوحيد المواقف والعمل الجاد المشترك لاستئصال شأفة هذه الآفة الخطيرة التي تهدد أمن واستقرار الجميع، وليس دولة بمفردها أو منطقة جغرافية بعينها.