حين قال الطفل علي سيف، نجم مشهد افتتاح دورة الألعاب العالمية: أحب الشيخ محمد بن زايد، كان يختزل ببراءته الشفافة مشاعر شعب بأكمله.. كانت كلمات قلبه ليس إلا.. كان قد شربها وأكلها وتنفسها في البيت وفي المدرسة وفي الدروب التي يسير بها في وطن يزهو على العالم بالتسامح والمحبة.. قالها كما أخبره بها قلبه متجرداً من البروتوكول.. ما أروع القلب حين يقول.
حين قالها علي سيف، كانت اختزالاً لعطاء قائد وأب يتناثر في الدروب عطاء لا يتوقف.. كانت في براءة وجهه وصدق مشاعره التي لم تتلون بأي شيء.. كانت وكأنها قول الأرض والشمس والسماء التي تظلنا في أعظم وأبهى وطن.
لن ينسى الأولمبياد الخاص هذا الإعجاز الذي تجسد هنا على أرضنا.. ليس في الافتتاح المبهر ولا التنظيم الرائع، وإنما في القلوب التي تحوط أصحاب الهمم.. القلوب التي دفعت تيم شرايفر، رئيس الأولمبياد الخاص، ليتمنى لو كانت أمه في أبوظبي لتسعد بشركاء الإنسانية.. أبوظبي التي اختزلتها «إي إس بي إن» بأنها تقدم درساً مفاده أن بإمكان الجميع أن يبتسموا.
حين قال الطفل علي سيف «أحب الشيخ محمد»، قالها معه سيف الدبل وعائشة عبيد سالم وكل أبطالنا في الدورة، وحتى أولئك الذين اكتفوا بالمشاهدة، وتلك الأسر التي آمنت أن امتحانات القدر على أرض الإمارات قد تتحول إلى منح، وأننا في وطن لا ينسى أحداً.. في قلبه متسع للجميع.
كنا بحاجة إلى هذه الدورة العالمية، ليس من أجل أن ننجح في تحدٍّ رياضي جديد أو نحقق ميداليات كثرت أو قلت، ولا لكي نبهر العالم، ولكن لنطالع نحن أنفسنا تفاصيل التجربة التي نحياها والتي ربما كانت خافية على كثيرين، وفي يقيني أن الإبهار الذي كان حديث العالم في حفل الافتتاح كان مقصوداً.. أردنا أن نخبر العالم أن أصحاب الهمم يستحقون أكثر، وأنهم في المقدمة.. قبل الجميع.
نحب سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة.. نحبه لأنه يحبنا.. نحبه لأننا نحيا في قلبه وفي عقله.. نحبه لأنه يترجم محبته شواهد عز وحياة.. تكفينا تلك الابتسامة التي غمرتنا شمساً في حفل الافتتاح، وهو يحتضن الوطن في شخص صغير من أبناء الوطن.. المشاعر لا تخطئها القلوب.. وقد حبا الله الإمارات بأعظم وأنقى وأبهى الرجال.. حباها بنسائم الخير تسري فينا.


كلمة أخيرة:
نحب سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد لأنه القائد والإنسان.. لأنه الطريق.. لأنه العنوان.