لم يكن ما شاهدناه يوم الخميس الماضي حدثاً عادياً، لا في تاريخ الرياضة بشكل عام، ولا في تاريخ الأولمبياد الخاص، والألعاب العالمية بشكل خاص.. فما حدث كان تاريخاً جديداً، وحدثاً لا ينسى في ذاكرة الآلاف الذي استغرق 122 دقيقة، في أطول عرض للفرق المشاركة في التاريخ، كيف لا والعالم كله جاء إلى العاصمة الإماراتية أبوظبي من 200 دولة، للمشاركة في حدث إنساني، قبل أن يكون رياضياً، حدث أرادته العاصمة، تأكيداً لكل أهدافها المعلنة، في التسامح والتآخي والتعايش، ومنح الفرص المتساوية للجميع، بغض النظر عن «إعاقتهم» التي لم ولن تكون عائقاً أمام إبداعهم وعطائهم، وترك بصماتهم على الحياة.
نعم ما شاهدناه، لم يكن حدثاً عادياً، ولا مجرد احتفالية بألعاب تخص أصحاب الهمم، فالحضور الرسمي والقيادي، يتقدمهم صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الذي منح سموه هذه الألعاب اهتمامه ورعايته وارتدى شعارها، في حله وترحاله، وضيوفه الكبار من ملوك وأمراء ورؤساء وأولياء عهود ومشاهير، لم يكن إلا اعترافاً من الجميع بمكانة أصحاب الهمم في مجتمعاتنا، وهي رسالة الإمارات للعالم، بأن أصحاب الهمم هم مكوّن أساسي في المجتمع، ويجب منحهم المكانة التي يستحقونها، ورسالة أخرى تؤكد مكانة الإمارات العالمية، وقدرتها المذهلة على تنظيم أكبر الفعاليات العالمية بسهولة وسلاسة، معتمدة على شباب مبدعين، وبنى تحتية هي من الأفضل في العالم، وإرث سابق في الاستضافات، التي تتوالى الواحدة بعد الأخرى، فمن زيارة البابا وشيخ الأزهر الأخيرة، والقداس التاريخي في نفس المكان الذي شهد حفل افتتاح الأولمبياد الخاص، إلى كأس العالم للأندية، إلى «الفورمولا وان»، إلى بطولة العالم للرجبي، إلى مطارات وشركات طيران عملاقة، وأعداد كبيرة من الزوار الذين يتنقلون بأمن وأمان، ولم نسمع عن حادثة واحدة خلال عشرين سنة من إقامتنا في هذا البلد الطيب «اللهم ما ندر وضمن نطاق ضيق، وضمن السيطرة الفورية».
بكل بساطة واختصار الأولمبياد الخاص للألعاب العالمية، هو هدية العاصمة أبوظبي إلى العالم وإلى الإنسانية.