كثيراً ما تشد انتباهنا، نحن العرب، تلك الأنباء التي يتم تسويقها بعناية عن روعة الغرب وتواضعه وذوبان الحدود بين الحاكم والمحكوم، وصورة الوزير في «الباص» أو آخر في السوق أو ثالث في الملعب، ويبلغ البعض منا عند المقارنة حد التأثر من فرط الإعجاب بمشاهد الغرب التي تسحر الألباب.
ولكن في حقيقة الأمر لا أحد مثلنا، فذلك وأكثر وأعمق يحدث هنا، لكنه يحدث دونما غرض، وأبناء هذا الوطن يعلمون أن الحديث عن جسر أو حتى باب بين الشعب وصانع القرار هو أمر لا محل له من الإعراب، وقادتنا حفظهم الله، ومن معهم، هم بيننا في العمل وفي الدرب وفي المول وفي «الكوفي» وفي البيت، وبيننا في الفرح والحزن، ندعوهم فيلبون، ويدعوننا فنلبي.
أمس الأول، ذهب خمسة وزراء إلى مركز المعارض الذي يستضيف عدداً من مسابقات دورة الألعاب العالمية، وشاركوا في بعض مباريات كرة الطاولة مع أصحاب الهمم.. كان ذهابهم مرتباً، وكانت تغطيتنا غير مرتبة.. فقط لأننا موجودون علمنا، ونعلم وتعلمون أنهم ما أرادوا من ذلك ترويجاً ولا «طنطنة»، وربما لو كان الأمر بأيديهم ما أرادوا أن يعرف أحد.
أمس الأول، كان هناك بين أصحاب الهمم، وتبارى معهم، وارتدى زي المتطوعين، معالي أحمد جمعة الزعابي وزير شؤون المجلس الأعلى للاتحاد بوزارة شؤون الرئاسة، ومعالي نورة بنت محمد الكعبي وزيرة الثقافة وتنمية المعرفة، ومعالي الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي وزير التغير المناخي والبيئة، ومعالي الدكتور سلطان بن أحمد الجابر، وزير دولة، رئيس المجلس الوطني للإعلام، ومعالي عمر بن سلطان العلماء وزير دولة للذكاء الاصطناعي، والأهم كان هناك الكثير من الحب والفرحة.. ارتسمت على محياهم مشاعر لا تخطئها العين.. كان واضحاً أنهم يفعلون ما يحبون وما يريدون، وأن الدولة بكامل أجهزتها، تتعاطى مع الحدث باحتفاء وتقدير ورغبة في تغيير واقع أصحاب الهمم في العالم أجمع وليس في الإمارات وحدها.
كم كان آسراً مشهد معالي نورة الكعبي وزيرة الثقافة وتنمية المعرفة، وهي تتألق فخراً بارتداء زي التطوع، وتؤكد أهمية دور المتطوعين في الألعاب العالمية، وإذا كانت البطولة بها أكثر من 20 ألف متطوع، فإن هذه اللفتة تدفع المزيد للانخراط في هذا العمل الإنساني، سواء في قادم أيام الدورة أو حتى في فعاليات قادمة.
أيضاً، كم كان عذباً حديثها عن أصحاب الهمم وأننا نتعلم منهم الإيجابية وأملها في أن يستمر إرث هذه الدورة في المجتمع الإماراتي، وهي رسالة ذات مغزى من وزيرة مهمتها تنمية المعرفة، ولها دلالاتها في تشكيل وعي أجيال ترقب وتتابع وتعلم ما يدور حولها.

كلمة أخيرة:
وحدها الإمارات.. ضياء وبهاء وجنات.