حين عبّر صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، عن السبب المباشر لاستضافة الأولمبياد الخاص، كانت الكلمة واضحة ومباشرة: دمجهم في المجتمع، وهذا الدمج لا يعني أن يكونوا مجرد صورة، أو رقماً في النسبة المئوية، للتعيين في الدوائر والمؤسسات، بل يبدأ ذلك من البيت، من خلال الأب والأم، ومن ثم يتحول إلى بقية أذرع المجتمع، دمجهم يعني أن يشاركونا آراءهم وانطباعهم وحتى أذواقهم.. دمجهم يعني أن يكونوا معنا على طاولة اتخاذ القرارات.
ونحن في «الاتحاد» حين بحثنا عن أسماء حقيقية من هذه الفئات، كي تنضم إلى أسرة الصحيفة بمباركة وتشجيع المعنيين بالصحيفة.. فكانت أولى الثمرات انضمام الشيخة شيخة القاسمي لكتاب الأعمدة في صفحاتنا الرياضية، هي ظاهرياً من ضمن فئة متلازمة داون، ولكنها في الحقيقة جاءت من بيئة وعائلة تعاملت معها بكل عقل وبثقافة عالية وبدقة علمية، لدمجها ضمن مجتمعنا، فباتت أحد أشهر سفراء هذا المحفل العالمي الكبير، وكان اختيارها لحمل راية الإمارات في طابور العرض، لحظة حفل الافتتاح، لدليل أكبر على أن شيخة القاسمي نموذج لتربية وتهيئة فعلية نموذجية، استحقت من خلالها أن تصبح مؤثرة في عالم مليء بالمبدعين والمثقفين والملهمين من الأسوياء، وممن نالوا فرصتهم كاملة، وها هي تزاحمهم رغم كل ما تعانيه.
«شيخة» انضمت إلى كتّاب «الاتحاد» في أولى مبادرات هذه الصحيفة الوطنية، لتلبية نداء صاحب السمو ولي عهد أبوظبي، وأصبح لديها زاوية ومساحة خاصة، لتصل إلى القارئ، وتعبر بنفسها عن أقرانها، وعن همومهم وقضاياهم، وكل ما يعبر عن واقعهم بدون تأثير من أحد.
واليوم أيضاً نرحب بالمصور عبدالله السويدي، والذي سنستعين بما تلتقطه عدسته في البطولة، لينقل لنا الحدث من زاوية، لا يمكن أن نراها، السويدي رغم كل الظروف فقد اختار أن يشارك أقرانه بتوثيق هذه النسخة الاستثنائية.

كلمة أخيرة
قال عنه شرايفر: ملهم الإنسانية، ولم نستغرب فنحن نعيش إلهامه كل يوم.