قرابة منتصف الليلة قبل الماضية ومع اشتداد الأمطار الغزيرة التي شهدتها العاصمة أبوظبي، لمح أحد سكان منطقة الدانة في قلب عاصمتنا الحبيبة وميض لهب وشرارات تماس كهربائي خلف الفيلا التي يقطنها، وخشية تطور الأمر بادر بالاتصال بغرفة عمليات شرطة أبوظبي، وخلال دقائق معدودات كانت دوريتان للشرطة وآلية للدفاع المدني قبالة بوابة سكناه، دخلت الطواقم المتخصصة والمجهزة لاستكشاف المكان، ولم تغادره إلا بعد أن اطمأنت على عدم وجود خطر على الأسرة ومن في البيت. وقبل أن تنصرف دعت رب الأسرة للانتباه والحيطة والحذر إذا ما لاحظ أو أي من المتواجدين معه ضوء نار أو رائحة أو دخاناً. وعادت الطواقم إلى مركزها تحف بها عبارات الشكر والامتنان والدعوات بأن يحفظ الله الجميع.
استجابة سريعة تعبر عن اليقظة العالية والجاهزية التامة لمواجهة أي طارئ بكل كفاءة واحترافية، وأصبحت فرق الطوارئ لدينا تتسابق فيما بينها لتحقيق أعلى مستوى ومعدل في سرعة الاستجابة مع كفاءة الأداء في التعامل والسيطرة على الظروف والحالات التي تتطلب تدخل هذه الفرق.
وفي الإطار ذاته من الاستعداد للتدخل تابعنا انتشار دوريات المرور وفرق المساعدة على الطريق عند التقاطعات والإشارات المرورية تحسباً لأي طارئ، وكذلك الفرق التابعة للبلدية وغيرها من الجهات المعنية بالتعامل مع الطوارئ.
هذه بعض من صور الاستعدادات والجاهزية التي تتمتع بها هذه الجهات، وكلها تصب في تقديم أفضل الخدمات وصور الرعاية للمواطنين والمقيمين، لذلك لم يكن من الغريب أن تتصدر أبوظبي قائمة المدن العربية الأكثر سعادة وأن تحافظ الإمارات على المرتبة الأولى عربياً للعام السادس على التوالي في تقرير السعادة العالمي للعام 2020.
صدارة لم تتحقق إلا بجهود أمثال هؤلاء وفرق العمل في مختلف الدوائر والجهات والهيئات، والكل يعمل من أجل ترجمة قيادتنا الرشيدة، وهي تؤكد في كل مناسبة على الجميع بضرورة تقديم أفضل الخدمات للمتعاملين من دون استثناء، لخدمتهم وإسعادهم وتحقيق جودة الحياة.
وتكاد تتفرد الإمارات بأنها الدولة الوحيدة التي تطلق على نقاط خدمات المراجعين «مراكز إسعاد المتعاملين»، وتعتمد نظام تصنيف النجوم لتحديد مستويات تلك المراكز، لتكريم المتميز منها ومحاسبة المقصر أو الذي لم يرتق بأدائه، وإعلان ذلك بكل شفافية وفي حفل رسمي.
كل الشكر والتقدير لرجال شرطة أبوظبي والدفاع المدني ولكل الجنود المجهولين العاملين في صمت من أجل إسعادنا.