فتش في وجه المرأة، ستجد صورة رجل، يقف خلف العلامات الدالة على السعادة أو التعاسة. عندما تبرز الغضون، والنظرة القاتمة إلى الحياة اسأل عن الرجل، سوف تأتيك الإجابة، إنه رجل من مثل راسبوتين، رجل مخاتل بعينين زائغتين، شاخصتين، وجبهة عريضة، كتب عليها (أنا الأناني). في الحياة رجال يملؤون قلب المرأة بالقنوط والإحباط، ويكحلون عينيها بأثمد من رماد البؤس والشقاء، ويخضبون راحتيها بحناء العجرفة والجفاف العاطفي، ويضعون على وجهها مسحوق تجميل مزيفاً، يجعلها كدمية من بلاستيك، ويمسخون شخصيتها، لتصبح مثل طائر يزهو باللون، ويقبع في قفص يقلد الحركات، ويردد الأصوات، ويمكث هكذا يقشر بذرة عبَّاد الشمس.
رجال عاهدوا أنفسهم على ألا يخرجوا من أقفاص الذكورية الفجة إلى أبد الآبدين، ويحلمون بدونجوانية عصور ما قبل التاريخ. رجال يصطفون في طابور طويل لا يزالون يمضغون خبز التعنت والتزمت، والتشتت، والتشبث بميراث لم يزل في غرف سوداء حالكة، لا نور فيها ولا زقزقة.
عندما تصبح المرأة في حالة مخاض التجربة الحياتية، وعندما يصبح الرجل طبيباً فاشلاً، تدرب في حياته المهنية الأولى، على تجارب الفئران، يكون حال المرأة، أقل بكثير من وضع كائن ممتهن، يسقط تحت يدي رجل نسي الضمير في ثلاجة بطاقة الكيروسين.
عندما تصبح العلاقة بين الرجل والمرأة، كعلاقة الراعي والغنم، والأرض من تحت أقدامهما جرداء، قاحلة، يصبح العالم في نظر المرأة مثل كتلة زئبقية، لا تستطيع المرأة أن تضع إصبعها على جزء منه، حتى يفر الجزء الآخر في باطن وعاء معدني أملس.
عندما يصبح الرجل مخالب، تصير المرأة فريسة الشراسة، وعندما يصبح الرجل غابة موحشة، تصير المرأة أرنباً مذعوراً، يفر من قسورة. عندما يصبح الرجل إناءً فارغاً، تصير المرأة يداً خاوية بسوء، مشاعر محطمة، عندما يصبح الرجل دفتر مذكرات، يضم كل مساوئ التاريخ، تصير المرأة جملة مبهمة في حكاية غامضة، وعندما يصبح الرجل، علامة استفهام بحجم ذراع يده، تبدو المرأة إجابة متلعثمة ومرتبكة وبلا هوية.
عندما يصبح الرجل في حالة هياج بحري، تبدو المرأة فقاعة، أو تبدو زبداً. عندما يصبح الرجل عاصفة هوجاء، تبدو المرأة غصناً مائلاً.