اليوم يسدل الستار على أكبر وأضخم دورة من دورات الأولمبياد الخاص الألعاب العالمية - أبوظبي 2019، والتي استضافتها بلادنا بكل الحب والود والترحاب. وقد أبهرت عاصمتنا الحبيبة الجميع في حفل الافتتاح الباهر، والذي أكد خلاله صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة في كلمته أن كل الإمارات ترحب بالأبطال المشاركين وتشجعهم.
وفي تلك العبارة الموجزة رسالة سامية من الإمارات، وهي تفتح ذراعيها للجميع للتنافس الشريف والعمل معاً لتحقيق الأهداف السامية والمشتركة للجميع.
كانت أياماً من الحب والوفاء والخلاص والجهد والبذل والعطاء، عبر من خلالها المتنافسون عن إرادة الإنسان الطموح عندما يضع أمامه هدفاً لتحقيقه في الحياة، وكيف يتجاوز التحديات ولا يسمح لها بأن تنال منه أو تثبط من عزائمه.
كل مشارك في الأولمبياد جاء ومعه قصة وحلم يخفق داخله، بأن يحصد الذهب على أرض الأحلام والفرص، وفي وطن التحدي والإنجاز. وقد كان لكل مجتهد نصيب. والأهم إطلاق الطاقات الكامنة في داخل كل منهم. وقد كان للرياضيين المشاركين الذين فاق عددهم السبعة آلاف مشارك، وقدموا من شتى بقاع الأرض، الفرصة للاطلاع على تجربة متميزة للإمارات في رعاية أصحاب الهمم وإدماجهم في مختلف ميادين العمل والإنتاج، بعد أن وفرت لهم فرصة تعليمية متكافئة هي في محصلتها ثمار رؤية سديدة ونظرة ثاقبة للاعتناء بالإنسان على أرض الإمارات بوصفه الثروة الأهم والأغلى ومحور كل البرامج والمبادرات والمشاريع، وفي قلب كل خطط التنمية وأهم ركائزها.
رؤية تبلورت على يد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد، واعتمدت فكره ومشروعه الريادي عندما صاغت«مئوية الإمارات 2071»، ومهدت لها ببناء أجيال المستقبل الواعد ولمرحلة مابعد النفط. تلك هي الإمارات التي أبهرت العالم بتجربتها التنموية وبرامجها التي لامست الجوزاء، وطبقت الآفاق انطلاقاً من الإرادة الصادقة للعمل والعطاء مستلهمة خطى الوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي آمن بأن الإنسان هو أساس الأشياء ومدماك وعماد كل بناء فأغدق عليه كل الرعاية والاهتمام.
إنها الإرادة التي تتحدى كل صعاب وتجتاز كل تحد، وخلف كل من اعتلوا منصات التتويج في هذا الأولمبياد وغيره من منصات التكريم والتقدير، هناك إرادة. وشكراً لكل من عمل ليسعد ضيوف الإمارات في العرس الكبير.