لا شك ولا جدال ولا نقاش أن الأولمبياد الخاص الذي أقيم على أرض دولة الإمارات لم يكن مجرد تنافس بين أكثر من سبعة آلاف رياضي من أصحاب الهمم جاؤوا من 200 دولة، ولم يشعر أي منهم أنه غادر وطنه الأم، لأن الإمارات وطن الجميع، لا شك أن الأولمبياد لم يكن مجرد تنافس رياضي، بل كانت هناك سبعة آلاف قصة كفاح وتعب ونضال وتحدٍ وإصرار على تحويل الإعاقة إلى انتصار، وتحويل الصعب إلى سهل، وتغيير المستحيل إلى ممكن.
ولا شك أن الاهتمام القيادي بالأولمبياد هو غير مسبوق على صعيد كل النسخ السابقة أو حتى اللاحقة، فكل الدولة بهرم قياداتها السياسية والاجتماعية والفنية والإنسانية، حضرت وشاركت ورعت وساهمت وتابعت المنافسات، وآزرت الجميع، لأن الجميع بكل بساطة فائزون، ومن لديه ابن أو أخ أو قريب من أصحاب الهمم، سيعرف ما الذي أتحدث عنه.
وما أستغربه حقيقة هو هذا الكم الهائل من المسلسلات والأفلام التي تتحدث عن الشباب «العربي والخليجي» الذين ألهتهم الدنيا والمخدرات والمشاكل والهروب من المدارس، فيما لدينا نماذج حقيقية لقصص كفاح ملهمة ليس لشباب منطقتنا بل للعالم من خلال تصوير حياة ذوي الهمم إنْ كان بأفلام «الرياليتي» أو الواقع أو من خلال مسلسلات وبرامج لا تكون مخصصة لهم بل يكونون هم جزءاً أساسياً منها، لأن الهدف يجب أن يكون إدماجهم في المجتمع، ومنحهم الإحساس بأنهم مثل البقية ولا يختلفون عنهم، لأن الإعاقة الحقيقة في نظري هي إعاقة الفكر وإعاقة المواقف وإعاقة السلبية، فكم من صحيح الجسم قليل الهمة سلبي التعامل مع الحياة وهو زائد عليها، لأنه مجرد رقم فيها، بينما شاهدنا عبر الزمن نماذج لأصحاب همم غيروا التاريخ وتركوا بصماتهم عليه.
وليس صدفة أن يكون ختام الأولمبياد الخاص في يوم الأم العربية، الأم التي ضحت وتعبت وبذلت الغالي والنفيس من أجل أبنائها الأصحاء فما بالكم بأبنائها أصحاب الهمم.
هي مشاعر لا يمكن وصفها أبداً، وبكل صدق وأمانة أقول إنني شخصياً أتعلم من هذه الفئة من الناس، أتعلم الصبر والكفاح والإصرار، وأتعلم أن مشاكلي مهما كبرت تبقى صغيرة أمامهم.