هو الناحل الجميل، فراشة المسرح أو عصفوره الذي لا يكل من التحليق في القاعات والصالات، وهو الطيف الخفيف الوليف والمزدان بالمرح والفرح والحب الكبير للجميع.. لن تجد أجمل وألطف من حميد سمبيج المحب لعمله المسرحي ولرفاقه، والحاضر دائماً على أي خشبة.. هو الذي ترجل عاجلاً ومفاجئاً. عملنا معاً سنوات كثيرة. ولعلها مناسبة جميلة أن أتحدث عن تجربة خاضها حميد سمبيج وإخوان له في المسرح المدرسي، حيث صعدوا به إلى مسارات جديدة ورسخوا وجوده في المدرسة وخارجها، ووصل إلى الجمهور في المسرح الكبير.
والحكاية التي أود سردها هي عن عناصر شابة، كان حضورها ناجحاً وفاعلاً في مسرح الإمارات قبل وبعد بروز المسرح المدرسي، جمعتني مع ثلة مسرحية شابة تتكون من الفنانين: أحمد أبو رحيمة، وجمال مطر، وحميد سمبيج، وخليفة التخلوفة، ومن السودان د. عز الدين، ومحمد أحمد، ومن مصر إيمان، ومن سوريا سمير، بالإضافة إلى الفنان محمد يوسف، الذي يشترك معهم في المسرح إلى جانب التربية الفنية.
هؤلاء الفنانون كانوا في البدء تجمعهم غرفة واحدة كبيرة، عانوا من المسؤول عليهم الأمرين والمراقبة الدائمة والحرص فقط على جدول الحضور والانصراف، وكأنه هو الإنتاج الأهم عنده في عالم الوظيفة، وبعد أن تغيرت الإدارة أصبحنا كلنا، نحن الأصدقاء والزملاء معنيين بإدارة الأنشطة الثقافية والفنية بوزارة التربية والتعليم. وضعنا سوياً خطة العمل والنهوض بالمسرح المدرسي، وعليه انطلق هؤلاء الشباب كل واحد إلى المنطقة التي يشرف عليها، يعمل ويوجه ويرشد، وينفذ أفكاره ولا يعود إلى الإدارة إلا في اليوم الأخير من نهاية الأسبوع، ليحضّر لعمله القادم.
لم تمض سنة حتى وجدنا أن المسرح المدرسي ينتعش وينهض في مدارسنا للبنين والبنات من الشرقية إلى الغربية، بل وحتى جزيرة دلما. واقع جديد أوجده هؤلاء الشباب، بل أصبح للمسرح المدرسي مشاركة فاعلة في رفد المسرح الكبير ببعض الشباب الجدد.
قدم هؤلاء الشباب تجارب عملهم في الميدان وعلى خشبة المسرح الكبير، وحتى أن بعض التجارب عرضت على هامش أيام الشارقة المسرحية، وكان الفنان المسرحي حميد سمبيج رحمه الله، فراشة ذلك العمل والنشاط الرائع، حلّق مع رفاقه فرحين بعملهم في كل قاعات المسرح، والآن أصبحوا مسؤولين عن الصعود بالمسرح مثل الفنان المسرحي أحمد أبو رحيمة ورفاقه.