مع كل الاهتمام الكبير وحجم الأضواء الهائلة المسلطة على جهود وتدابير التصدي لفيروس كورونا، تراجعت قضايا عدة بحاجة لمتابعة ومعالجات فورية وجذرية، ومنها معاناة العديد من أهالي منطقة الفحلين ووادي النقبيين والحيل، والتي تتجدد مع كل موسم للأمطار يشهد هطولها بغزارة وتضرر غالبية المنازل فيها والطرق المؤدية إليها، وفي كل مرة تتجدد تلك المشاهد للمنطقة وقد حاصرتها المياه من كل مكان.
العام الماضي اعتقدنا أن معاناة أهالي المنطقة ستنتهي للأبد مع التصريحات والوعود الوردية، ولم نتذكرها إلا مؤخراً بعد موجة الأمطار الغزيرة على الرغم من أن المشاهد تكررت في يناير الماضي. وتدخلت الجهات المختصة وبادرت لإيواء الأسر المتضررة.
التساؤل الذي يرتسم أمام كل متابع يتعلق بضرورة إنهاء تقاذف المسـؤوليات بين الجهات المختصة وفي مقدمتها وزارة تطوير البنية التحتية، وإيجاد حلول جذرية لهذه المعاناة سواء بنقل المنازل بعيداً عن مجرى الوادي أو تغيير مساره، بحيث لا يظل كابوساً يؤرق الأهالي في كل مرة تجود فيها السماء بالغيث، وتتكرر ذات المعاناة وإن اختلفت المشاهد والمواسم.
وزارة تطوير البنية التحتية ذات الإنجازات المبهرة على أكثر من صعيد في «وطن اللامستحيل» ومع «وزارة اللامستحيل» وتحقيق صدارة المؤشرات الدولية مدعوة لحل معاناة تتواصل عاماً بعد عام، ومهما كانت التكاليف.
ونتذكر كيف أجرت إدارة الدفاع المدني في أبوظبي اختبارات تجريبية مطلع العام الجاري بمنطقة ميناء زايد في العاصمة لهدم «مشروع أبراج مينا بلازا أبوظبي» والذي يتألف من 4 أبراج يزيد أحدها على 40 طابقاً وكلفت نحو مليار درهم بعد اكتشاف عيوب إنشائية فيها، وإفساح المجال في الوقت ذاته لمشاريع تطوير وتنمية المنطقة. فجودة حياة الناس وسعادتهم أولوية في رؤى قيادتنا الرشيدة التي وضعتنا في صدارة أسعد شعوب العالم.
من هنا نأمل أن نسمع قريباً من الوزارة والجهات المحلية المعنية عن حلول شاملة وجذرية لإنهاء معاناة أهالي تلك المنطقة وغيرها من المناطق، والذين لم تعد تسعدهم مناظر هطول الأمطار لأن الفرحة تتحول معاناة تنغص مسار حياتهم الطبيعية وحركتهم اليومية.
كل التحية لرجال شرطة رأس الخيمة والدفاع المدني والبلدية الذين يتقدمون الصفوف دائماً باستجابتهم السريعة لاستغاثات الأهالي هناك، ولعضو المجلس الوطني الاتحادي سعيد راشد العابدي لحرصه على الوجود الميداني للاطلاع على احتياجات المناطق المتضررة.