منذ أمد ليس ببعيد طغى نوع من العلاقة غير الودية بين الهيئة العامة للرياضة واتحاد كرة القدم بعد خروجنا من نصف نهائي كأس أمم آسيا ومدى الإحباط الذي أصاب الشارع الرياضي رغم قناعته بأن المنتخب لم يكن مهيأ للوصول أبعد من ذلك، وقد رأت الهيئة بأن هناك بنداً في النظام الأساسي للاتحادات تمنع ازدواجية المناصب في القطاع الأهلي وطالبت اتحاد كرة القدم بتسوية أوضاع أعضائه الثلاثة الذين يجمعون بين مناصبهم في أنديتهم والاتحاد وإلا ستضطر الهيئة لوقف الدعم عنه.
ثم توالت الأحداث بعد ذلك في العديد من الجوانب الإدارية ولم يرتق لدرجة الإثارة إلى أن تعرض لاعب الجزيرة أحمد ربيع لإصابة بليغة في مباراة فريقه الودية مع نادي الإمارات على ملعب الاتحاد واصطدامه بعمود الإنارة القريب جداً من الملعب وزيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله، للاعب للاطمئنان عليه كما عهدناه دائماً في الاطمئنان على أحوال المواطنين في كل المواقع ومطالبته بتطبيق معايير واشتراطات الأمن والسلامة في منشآتنا الرياضية باعتبارها مرافق عامة تستخدمها شرائح كبيرة من المجتمع.
وتجاوبت الهيئة سريعاً بمطالبة سموه، وقام سعيد عبد الغفار الأمين العام للهيئة بزيارة لملاعب الاتحاد للوقوف على حيثيات الحادثة واشتراطات السلامة للملاعب المختلفة في استجابة سريعة لدعوة سموه دون التريث للإعداد للزيارة، الأمر الذي رآه الاتحاد أنها لم تتم حسب الاتفاق مع الاتحاد بشأنها للوقوف سوياً على اشتراطات السلامة الواجب توافرها في ملاعب الاتحاد بشكل خاص والأندية بشكل عام.
في كلا الأمرين.. الازدواجية في المناصب واشتراطات الأمن والسلامة في الملاعب تتضح من ردود الأفعال بأنه ليس هناك ود في العلاقة بين الطرفين في الوقت الذي يجب أن تكون علاقات مؤسساتنا الرياضية بشقيها الحكومي والأهلي على درجة عالية من الحميمية، لأن كلاهما مكمل للآخر، ولن يتأتى ذلك إلا بالجلوس معاً والتنسيق حيال القضايا التي تطفح بين الحين والآخر، وأن تكون العلاقة بينهما على درجة واحدة فسفينة الرياضة بقيادة الهيئة تجمع كل الاتحادات والمؤسسات والجمعيات والأندية وكل المنتسبين للمنظومة الرياضية ونرى في شخصية معالي محمد خلفان الرميثي رئيس الهيئة العامة للرياضة كل مقومات بناء العلاقات الوطيدة وعودة الود المفقود.