نعم يا سيدي، هم كما قلت «شركاء الأرض والهوية»، ونحن «عيال زايد» وعلى نهجه، نردّ المآثر بالمآثر، وحين يعلو نشيدنا الوطني على سارية علم الإمارات، يقفون، إجلالاً لبلاد ما كانت لهم إلا وطناً، وما كانوا لها إلا أبناء. إخوتنا في الإنسانية. المقيمون؛ كلهم أشقاء، مهما اختلفوا في اللون والجنسية والمعتقد. كلهم يحبون هذا التراب، فعليه عاشوا، وكبر أبناؤهم، وكبرت أحلامهم بالأمان والرخاء في وطن العدالة والشيم النبيلة.
سيدي، صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان: إخوانك وأبناؤك وبناتك من المقيمين في الإمارات، وقعت كلماتك الصادقة في صميم قلوبهم في هذه المحنة التي تجتاح الكرة الأرضية. هذه بلادهم، يتقاسمون مع أهلهم في الإمارات اللحظات العصيبة، ويعرفون أنها لهم وطن وملاذ، فلا يقلقون على أمن معيشي، ولا على رزقهم، ولا على مستقبل عائلاتهم.
القائد الإنسان يتحسس نبض الناس. وكلماتك بكل ما تحمله من معاني النبل، وقعت في قلوبنا نحن المواطنين، فما زالت قيم زايد حية فينا، ومن ورث محياه وروحه، لا يتحدث إلا بلسانه. وقد قلت للملايين على أرض الإمارات «لا تشلون هم»، وها أنت تقول اليوم «نحن المحظوظون أنّ المقيمين يشاركوننا في هذه الأرض والهوية» وما هي الهوية يا سيدي سوى الانتماء لبلاد تتسع للجميع، أساسها التعاضد في السراء والضراء. وهذا أوان نتحد فيه كلنا مقيمين ومواطنين، ونمسك على الإمارات بالنواجذ والقلوب.
كانت رسالة الأب والأخ في «الفيديو» الذي يقول «هذه هي الإمارات». يشعر فيها القائد بالفخر. الشيخ محمد بن زايد قالها بكل ما في العفوية من وضوح «والله يا أهلي، لما سمعتكم تغنون النشيد الوطني الإماراتي على وسائل التواصل الاجتماعي .. دمعة عيني نزلت». ويكفي ذلك، ليشعر كل مقيم يحفظ نشيدنا، ويردده أبناؤه وبناته في المدارس أن لا سبيل تقطع به في جائحة كورونا، بعيدا عن بلده الأول، فلديه أهل هنا أيضاً.
نشاهد ما يحدث في العالم حولنا. البشرية تتعرض إلى حرب وبائية. والشعوب التي تتكاتف تنجو. نشاهد كيف يقسو فقدان الأحبة على الناس، وكيف تسمو الإنسانية على كل خلاف واختلاف. ونطمئنكم أن خير بلادنا لا يستثني أحداً. ذهبت طائراتنا إلى أنحاء الأرض، ولا نمنّ ولا نستكثر، وإنما نتواضع بأداء الواجب، كما كنا، فـ «صنائع المعروف تقي مصارع السوء». والخير في أمتنا باق إلى يوم القيامة.
إخوتنا في الإنسانية. أشقاءنا العرب. جيراننا في آسيا. أصدقاءنا من كل مكان في العالم. أنتم في بيتكم. البيت المتوحد، الذي تعلوه راية الإمارات. أنتم آمنون رزقاً ومصيراً. نعبر وإياكم هذه الأزمة. ونقدر أنكم معنا في تفاصيلها، ونشعر مثل قائدنا بالفخر، وقد اقتبس الحكمة العربية بأن «الناس في الراحة سواء، فإذا جاءت المحن تباينوا». ودائماً «لا تشلون هم».