حينما رفعت الإمارات شعار السعادة كان هدفها أن تعم الشعور بالسعادة شرائح ومرافق المجتمع كافة وهذا لن يتحقق إلا بتوافر كل مستلزماتها التي تحقق للمواطن والمقيم والزائر الشعور بها والعيش في كنفها أينما كان، وفي أي مرفق كان حكومياً أو خاصاً، وبتهيئة مرافقنا لما يحقق ذلك، ولكن سيظل ناقصاً أن لم تتوافر فيها اشتراطات الأمن والسلامة التي هي من أساسيات السعادة التي تنشدها دولتنا.
ولأن الرياضة جزء مهم من اهتمامات الدولة ومرافقها ينبغي أن تتوافر فيها قبل غيرها من المرافق الاشتراطات إلى تحقق لهم السعادة والسلامة، لأنها موضع اهتمام من كل شرائح المجتمع ممارسين ومرتادين، ومن غيرهما ستكون مصدر قلق، وما تعرض له لاعب الجزيرة أحمد ربيع في المباراة الودية التي جمعت فريقة ونادي الإمارات على أحد ملاعب اتحاد الكرة كانت بمثابة الصحوة في مراجعة مرافقنا الرياضية، ومدى ملاءمتها مع اشتراطات السلامة التي تحقق السعادة لممارسيها ومرتاديها ومحبيها، والزيارة التي قام بها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، للاعب في المستشفى، والوقوف على حالته وتوجيه المعنيين بمراجعة اشتراطات السلامة المتوافرة في مرافقنا الرياضية القائمة، وتحركت الهيئة العامة للرياضة سريعاً بتشكيل فرق العمل بزيارة كل منشآتنا الرياضية القائمة في الأندية، والتي تحت الإنشاء والمستقبلية، تجنباً لتكرار حوادث مماثلة، والتي قد تضر بسمعة الدولة في استحقاقاتها الدولية والقارية رغم أن ما حدث كان في ملعب فرعي كان مخصصاً لتدريب الحكام، وليس لإقامة المباريات، إلا أنه أيقظ لدينا الإحساس بمسؤولياتنا تجاه النشء، هواة ومحترفين.
فسعادتنا لا تكتمل إلا بتوافر مقوماتها في مرافقنا، والسلامة ركن أساسي في متطلباتها، وتعاون الجميع مطلب ضروري لتحقيقهما، ولا يجب أن تؤخذ بأنها تدخلات في الاختصاصات، فالكارثة حينما تقع لا يلام صاحبها فقط، وإنما كل المجتمع مهما صغر دور بعضها، لذلك علينا أن نتعاون مع الهيئة العامة للرياضة في مراجعة اشتراطات السلامة في منشآتنا بمشاركة كل الأطراف من اتحاد ودوائر محلية وجهات ذات العلاقة لرفع بعد ذلك تقرير مفصل للمعنيين، وإننا على يقين بأن منشآتنا مستوفاة لكل اشتراطات السلامة، ولكن التأكد منها أمر في غاية الأهمية مع المستجدات، فبالسلامة نحقق السعادة.