لأن العتاب غالباً ما يكون على قدر المحبة، كان عتاب معظم المصريين على نجمهم محمد صلاح نتيجة غيابه عن احتفالية الكاف لاختيار نجوم عام 2019، وهي الاحتفالية المبهرة التي نظمتها مصر في سهل حشيش بالغردقة على مسرح عائم للمرة الأولى في تاريخ الجائزة، فعاش الضيوف والنجوم الحدث وكأنهم في مهرجان كان.
وشخصياً أرى أن من انتقد غياب محمد صلاح كان على حق، حتى لو كان السبب يتعلق بتسريب النتيجة ومعرفة أن «الأسد» السنغالي ساديو ماني نجم ليفربول هو عريس أفريقيا 2019، لأن ساديو ماني سبق وأن حضر احتفالية 2018 بالسنغال، برغم أنه كان على علم بأن صلاح مرشح فوق العادة للفوز بالجائزة، وما إن أعلن «الكاف» أن صلاح هو نجم نجوم أفريقيا، إلا واندفع ساديو ماني ليهنئ زميله في ليفربول وراح يرقص معه احتفالاً بالجائزة.
وما زاد من عتاب المصريين أن صلاح لم يضع في اعتباره أن الاحتفالية تقام لأول مرة في بلاده مصر وأن كل العناصر يجب أن تتضافر من أجل إنجاح الحدث بما يمثله من دعاية لا تقدر بثمن للسياحة في مصر.
ولم يكتف صلاح بالغياب غير المبرر عن الاحتفالية الأفريقية، بل شكك في فوز الاتحاد المصري بلقب أحسن اتحاد في القارة، برغم اتفاق الجميع على أن تلك الجائزة لمصر قبل أن تكون لاتحاد الكرة، نظراً لنجاح مصر في استضافة بطولة الأمم الأفريقية، بعد تكليف مصر بتلك المهمة خلال خمسة شهور فقط، بعد سحبها من الكاميرون، ومع ذلك قدمت مصر بطولة على أعلى مستوى تنظيمياً وجماهيرياً وأمنياً وإعلامياً، وبعد ذلك بخمسة شهور نظمت مصر بطولة أمم إفريقيا تحت 23 عاماً، بنجاح منقطع النظير، فكافأ «الكاف» مصر، على هذا النجاح، ناهيك عن إبهار حفل قرعة بطولة الأمم في ضيافة الأهرامات ومباراة الأساطير قبل 24 ساعة من حفل نجوم 2019.
ولا زلنا في انتظار تبرير غياب «مو» صلاح، الذي أجمع المصريون على محبته مثلما أجمعوا على أن حسابات الغياب عن الحفل الآسيوي لم تكن موفقة.
×××
كل ما أخشاه أن تتحول قناعات محمد صلاح، وأن يمشي على خطى نجمه المفضل ليونيل ميسي، بحيث تصبح الأولوية لناديه الأوروبي على حساب المنتخب الوطني!