تؤكد النتائج والمستويات التي تابعناها في أمم آسيا الإماراتية، أن لا صغير في عالم كرة القدم، ومن كنا سنعتقده لقمة سائغة، اتضح أنه نمر شرس، فمن كان يتوقع أن تتعذب كوريا الجنوبية التي وصلت للمركز الرابع على العالم في 2002، ومثلت آسيا في نهائيات كؤوس العالم عشر مرات، أعوام 1954 و86 و90 و94 و98 و2002 و2006 و2010 و2014 و2018، وحققت لقب آسيا مرتين 1956 و1960، والوصافة 4 مرات أعوام 1972 و80 و88، والبطولة الأخيرة بأستراليا 2015، ونالت المركز الثالث 4 مرات، من كان يتخيل أن تتعذب أمام الفلبين الذي لم يحقق شيئاً في تاريخه، وأعلى تصنيف دولي وصله كان عام 2016، وهو المركز 115، فيما كان عام 2006 بالمركز 195، أي في قاع قاع العالم.
كوريا الجنوبية انتظرت 67 دقيقة، حتى تسجل هدف الفوز الوحيد، وسط أداء ممتع من الجانب الفلبيني وتمريرات سريعة، وهو ما شاهدناه أيضاً في المواجهة الصينية القرغيزية، حين تقدم القرغيزيون أولاً، وقدموا كرة سلسة وهجومية وأداءً متجانساً، لنجد أن كل من اعتقدنا أنهم «كمالة عدد»، لم يكونوا كذلك أبداً، وربما وجدنا العذر للاتحاد الآسيوي، لرفع عدد الدول المشاركة إلى 24، وهو تقريباً نصف عدد دول قارة آسيا المنضوية تحت راية اتحادها.
نعم لم لا نشاهد الفلبين وكوريا الشمالية والهند وقرغيزستان وتركمانستان وفيتنام واليمن، وغيرها من الدول التي لم يكن لها أن تشارك، لو بقي العدد عند 16، وتابعنا كيف كان المنتخب الفلسطيني نداً قوياً لنظيره السوري، وكيف تمكن ودياً من مقارعة المنتخب الإيراني الذي أراه المرشح الأول في المنافسة على اللقب بشخصيته القوية.
البطولة أظهرت أيضاً كم هو سهل على الإمارات تنظيم الأحداث الرياضية الكبرى، بكل يسر وسهولة، ومن دون تعقيد، ومن دون إجراءات أمنية ملحوظة ومربكة، كما يحدث في بعض الدول حتى الكبيرة منها.
أتوقع أن تكون الجولة الثانية غير الأولى التي كانت جس نبض وتعارفاً بين المنتخبات المشاركة، ومن كان مجهولاً بات معلوماً، وكل الأوراق على الطاولة الآن.