لا أدري ما الأسباب المنطقية التي كانت وراء تأجيل تطبيق تقنية الـ«فار»، حتى ربع نهائي كأس أمم آسيا، وعدم تطبيقها من اليوم الأول للبطولة، برغم أنها كانت جزءاً لا يتجزأ من كل مباراة في مونديال روسيا قبل بضعة أشهر.
كما أن كأس آسيا يقام في دولة الإمارات التي لا تطبق تلك التقنية في دوري المحترفين فحسب، بل تطبقها أيضاً في دوري الدرجة الأولى.
وهل من المنطق تأجيل تطبيق تلك التقنية، بعد خروج 16 منتخباً من أهم بطولة على سطح الكرة الآسيوية، بما في ذلك من احتمالات قوية بخروج عدد من المنتخبات بأخطاء تحكيمية، ما كان لها أن تخرج لو تم تطبيق تقنية الـ«فار»!
وعلى سبيل المثال لا الحصر، شهد لقاء سوريا وفلسطين حالتين أثارتا أيضاً الكثير من الجدل، الأولى الكرة التي سددها المهاجم السوري عمر خريبين، وتباينت الآراء حولها، وهل تجاوزت خط المرمى أم لا، أما الواقعة الثانية فتتعلق بحالة الطرد التي تعرض لها اللاعب الفلسطيني محمد صالح في الدقيقة 68 بالإنذار الثاني، برغم أن اللعبة كانت مشتركة، ومن الصعب الجزم بأن الخطأ كان على اللاعب الفلسطيني. ولم يختلف الوضع كثيراً في لقاء عُمان وأوزبكستان، عندما تغاضى الحكم الكوري عن عدم احتساب ركلة جزاء واضحة تماماً لمصلحة المنتخب العُماني.
ولا يزال الجدل مستمراً حول الهدف الذي سجله المنتخب اللبناني في المرمى القطري، قبل أن يرفع المنتخب اللبناني الراية البيضاء في الشوط الثاني ويخرج خاسراً بهدفين!
××××
أثبتت «الأسماك الصغيرة» في الجولة الأولى، أنها جاءت إلى الإمارات لإحراج الكبار، وأن كرة القدم لا تعترف بالتاريخ قدر انحيازها للبذل والعطاء داخل الملعب، ويكفي ما حدث للمنتخب الأسترالي حامل اللقب أمام «نشامى» الأردن، وما عاناه «الساموراي» الياباني بطل 2011 أمام تركمانستان، وما تعرض له «شمشون» الكوري أمام الفلبين، وما تعرض له
«التنين» الصيني أمام قيرغيزستان، وما حدث لـ«أسود الرافدين» أبطال 2007 أمام فيتنام.
ويحسب للجولة الأولى أنها شهدت غزارة تهديفية واضحة، وخلال 12 مباراة تم تسجيل 36 هدفاً، بمعدل ثلاثة أهداف في المباراة الواحدة، وشهت المباريات 10 حالات فوز، وتعادلين فقط كانا من نصيب المواجهات العربية العربية، إذ تعادل منتخبا الإمارات والبحرين بهدف لكل منهما في مباراة الافتتاح، بينما تعادل منتخبا سوريا وفلسطين من دون أهداف، بينما كان المنتخب الإيراني الأكثر تهديفاً، بالخماسية النظيفة التي سجلها في المرمى اليمني، بينما كان المنتخب السعودي الأفضل عربياً على الصعيد التهديفي، بتسجيله أربعة أهداف نظيفة في المرمى الكوري الشمالي، لينافس الفريق الكوري الشمالي المنتخب اليمني الشقيق على لقب الأسوأ في الجولة الأولى.