منذ سحبت قرعة نهائيات كأس آسيا 2019، وعلمنا أن مجموعة منتخبنا الوطني، تضم شقيقه البحريني، بالإضافة إلى المنتخبين الهندي والتايلاندي، ونحن كلنا أمل ورجاء وأمانٍ، أن تشهد هذه المجموعة تأهلنا مع الأشقاء البحرينيين إلى الدور الثاني، ولم تكن تلك أمنيات وحسب، بل هي ترشيحات وتوقعات مبنية على حقائق رقمية، ومرجعية تاريخية، وتصنيف دولي يجعل المنتخبين أقرب وأقوى للتأهل والعبور.
حتى عندما تقابل المنتخبان في افتتاح البطولة، ولم يكن التعادل مرْضياً لنا كفريق صاحب أرض وجمهور، ومع ذلك، فقد كان أفضل من الهزيمة بالنسبة للمنتخبين، وحصد كل منهما نقطة خير من لا شيء، وقدم «الأحمر» البحريني آنذاك مباراة مميزة، وكان هو الأقرب للفوز والنقاط الثلاث، وزاد ما أسفرت عنه نتيجة المباراة من ثقتنا في قدرة المنتخبين على انتزاع البطاقتين من دون صعوبة تذكر.
ولكن ما حدث بعد ذلك جعلنا نعيد الحسابات، فلا شيء مضموناً في كرة القدم والتوقعات لا يكون لها نصيب ولا مكان، إلا إذا ما وافقها مستوى وأداء على أرض الملعب، فنحن لسنا الذين نحدد المنتصرين، ولكنها إرادة اللاعبين والروح القتالية، والجدية وتحمل المسؤولية والعديد من العناصر المطلوب توافرها في أي فريق يريد تأكيد أحقيته، ويسعى من أجل إثبات أفضليته.
كسبت الهند تايلاند بأربعة أهداف مقابل هدف، وكانت تلك كبرى المفاجآت، حيث اعتبر البعض قبلها أن المنتخب الهندي سيكون الحلقة الأضعف، وهو ما منحنا شعوراً أن أبناء البحرين لن يجدوا صعوبة كبيرة في تخطي تايلاند، والاقتراب بنسبة كبيرة من الصعود إلى الدور الثاني، ولكن تلك المشاعر لم تكن كافية لتحقيق أمانينا، فقد تفوقت تايلاند بهدف نظيف لتخلط أوراق المجموعة، وتضع المنتخب البحريني في موقف لا يحسد عليه.
هي كرة القدم لا مجال فيها للتراخي في أي من لحظاتها، ومثلما أجاد الدخول في أجواء البطولة منذ لحظاتها الأولى كان على المنتخب البحريني مواصلة العطاء بنفس الطريقة والأسلوب، بغض النظر عن هوية الفريق المنافس، ولا أجد تفسيراً للخسارة المفاجئة أمام تايلاند سوى استسهال البحرينيين المباراة، وعدم احترامهم الخصم، عطفاً على نتائج الجولة الأولى.
هذه المباراة لم تقتل أحلام البحرينيين، بل قد تكون جاءت في الوقت المناسب، فرب ضارة نافعة، ولا زالت الفرصة متاحة، ومصير «الأحمر» ما زال بين يديه، هو الذي يستطيع القبض على بطاقة الصعود في مباراته الأخيرة، ولكن بشرط إعادة الحسابات، وشحن المعنويات من جديد، والاستفادة القصوى من الدرس التايلاندي القاسي.